على مدار 5 ساعات أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، ترصد «الوطن» كيف بدأت الأحداث بتوافد المتظاهرين، وإعلان الاعتصام الدائم حتى عودة المعزول إلى سدة الحكم وانتهت بنجاح الشرطة فى فض الاعتصام دون سقوط قتلى. 1- مسيرات تأييد المعزول تصل مدينة الإنتاج الإعلامى ثلاث مسيرات بالسيارات لمؤيدى الرئيس المعزول، تضم كل واحدة عشرات المئات من المتظاهرين، تتقدمهم سيارة نصف نقل تحمل بوستراً كبيراً «لمرسى» ومكبرات الصوت لا تكف عن الهتافات المناهضة للعسكر والمؤيدة للمعزول، تصل أمام «بوابة 4» بمدينة الإنتاج الإعلامى، قبل أذان العصر، المسيرة الأولى قادمة من ميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر وهى الأكبر عدداً، الثانية من ميدان النهضة بجامعة القاهرة، والأخيرة من ميدان الرماية بالجيزة. 2- «بوابة 4» تحت الحصار بمجرد الانتهاء من صلاة العصر فى المساحة الخضراء الممتدة أمام سور المدينة الإعلامية، تحرك المتظاهرون، سيراً على الأقدام من طريق الواحات إلى بوابة أكاديمية علوم الإعلام، مرددين هتافات ضد الإعلاميين والذين اختصوهم بالسباب باعتبارهم أحد الأسباب الرئيسية فى الإطاحة بمرسى، على حد زعمهم. 3- مناوشات ما قبل الاشتباكات العشرات من جنود الأمن المركزى فى عربة مصفحة، تظهر فجأة خلف البوابة الحديدية والأسلاك الشائكة الراقدة أمامها، يحاول بعض المتظاهرين التقدم إلى الأمام، تتشكل سريعاً سلسلة بشرية لمنع المتظاهرين من الاقتراب، يدخل نفر من المتظاهرين فى حوار مع بعض قيادات الشرطة والجيش، الواقفين أمام الجنود، تتقدم المنصة المتحركة فوق سيارة نصف نقل وسط المتظاهرين إلى الصفوف الأمامية، سيارات إسعاف تصل خلف مؤيدى المعزول. 4- قنابل الغاز فى مواجهة الحجارة وإطارات السيارات المشتعلة قنابل الغاز المسيل للدموع، تتساقط بكثافة على المتظاهرين، لمنع محاولة الاقتراب أكثر من البوابة، يفر غالبية المتظاهرين إلى الخلف، بعد إصابة العشرات منهم بحالة اختناق شديدة، بينما يصمد قلة منهم يشرعون فى الاشتباكات مع قوات الشرطة بالحجارة وإشعال إطارات السيارات، ثم دفعها إلى الأمام، لإعاقة تقدم مصفحات الأمن، بينما يعيد الفارون منهم ترتيب صفوفهم ليتقدموا من جديد للاشتباك مع الشرطة. 5- تحطم الواجهة الزجاجية وإشعال النار فى سيارة ودراجة نارية صفارات الإنذار لا تتوقف عن العويل القادم من خلف أسوار المدينة الإعلامية، الوجهة الزجاجية تحطمت بالكامل بسبب رشق المتظاهرين لها بالحجارة، تظهر زجاجات المولوتوف الحارقة فى أرض المعركة، يلقيها شاب عشرينى، تتسبب فى اشتعال دراجة نارية وسيارة ملاكى ترقد على يمين البوابة. 6- غلق الطريق.. واتجاه الهواء يجبر الشرطة على الخروج لطريق الواحات وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، من خلف أسوار المدينة، على عكس اتجاه الهواء، الذى يعود بكمية ليست بالقليلة من الغاز على رجال الشرطة، تسبب فى إصابة بعضهم بالاختناق، وسيطرة المتظاهرين على طريق الواحات وغلقه، خرجت مدرعات الشرطة من البوابة 2، لتبدأ الاشتباكات بين الطرفين على طريق الواحات من جديد. 7- قبل الإفطار وإعلان المنصة الاعتصام فى تمام الساعة السادسة والنصف قبل أذان المغرب، تصل ثلاث سيارات محملة بوجبات الإفطار والمياه المعدنية للمعتصمين بعد إعلان المنصة الاعتصام، السيارة الأولى نصف نقل محملة بالمياه المعدنية، عبوة 4 لترات، والثانية ربع نقل والثالثة ملاكى، محملة بالوجبات المغلفة وقليل من الفاكهة، يتعامل معهم المتظاهرون بحذر شديد، خوفاً من أن تكون محاولة لتسميمهم، كما ردد بعضهم، حتى أكد لهم أحد المسئولين عن الاعتصام، شاب ثلاثينى ذو لحية خفيفة يدعى سعيد «إحنا اللى جايبنها»، وكانت كلمته إشارة للناظرين الذين تكالبوا على السيارات الثلاث، وحصل كل منهم على ما وصلت إليه يده. 8- أذان المغرب وهدوء الاشتباكات وبناء الحواجز هدأت الاشتباكات قليلاً، لكنها لم تتوقف، عشرات من شباب الإخوان يواجهون مدرعات الشرطة التى لم تتوقف عن إطلاق قنابل الغاز بإشعال الإطارات والحجارة، تنسحب سيارات الشرطة إلى الخلف، يبدأ قلة من المعتصمين فى بناء 4 جدران حجرية بعد تجميع وتفكيك البلاط المضلع بالأرصفة والجزيرة الموجودة فى منتصف الطريق. 9- الشعور بالانتصار دقائق تمر سريعة، تظهر علامات النصر على المعتصمين، المنصة تذيع الأغانى إخوانية النشأة، يجلس عشرات المئات لتناول وجبات الإفطار، تصل سيارة ربع نقل محملة بالخيام وأخرى «بالحصير البلاستيك» ذى اللون الأخضر، لتعلن المنصة الاستعداد لصلاة التراويح والقيام، يشرع المعتصمون فى نصب الخيام فى المنطقة الخضراء الممتدة أمام مدينة الإنتاج الإعلامى. 10- وصول تعزيزات من العمليات الخاصة لفض الاعتصام فى الثامنة مساءً وصلت تعزيزات إلى قوات الشرطة، لتكثف من إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وألقت القبض على العشرات منهم، لتحدث عملية كر وفر بين الطرفين وتمكن خلالها المتظاهرون من إشعال النار فى إحدى سيارات الشرطة التى كانت تمر من المكان ولم يكن لها أى علاقة بالاشتباكات، لتتمكن قوات الأمن من فرض سيطرتها على محيط مدينة الإنتاج الإعلامى حتى أول سوق الجمعة، ليتحرك بعدها ما تبقى من المعتصمين إلى ميدان النهضة، كما وجهتهم المنصة المتحركة فوق السيارة التى تمكنت من الفرار. 11- الجيش يزيل الحواجز والمتاريس العشرات من جنود الشرطة العسكرية، يقومون بإزالة الحواجز الحجرية من طريق الواحات، وبقايا السيارات المحطمة فى الاشتباكات، لتعود حركة المرور إلى طبيعتها تدريجياً.