قال الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب: 56). وقد ورد فى شأن الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الأحاديث التى وضحت ما يتعلق بشأن هذه الصلاة من جهة مشروعيتها، وكيفيتها، ومواطنها، وفضلها إلى غير ذلك من الجوانب المتعلقة بها. وقد روى هذه الأحاديث جمع من الصحابة (رضى الله عنهم) عدهم ابن القيم (رحمه الله تعالى) فبلغوا اثنين وأربعين صحابيا. ومن هذه الأحاديث: ما رواه الشيخان من حديث كعب بن عجرة (رضى الله عنه) قال: «إن النبى (عليه الصلاة والسلام) خرج علينا؛ فقلنا: يا رسول الله! قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلى عليك؟ «قال: «قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». والمراد بالسلام فى قوله: «قد علمنا كيف نسلم عليك السلام الذى فى التشهد وهو قول «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته». وفى الصحيحين أيضا من حديث أبى حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله! كيف نصلى عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج البخاري من حديث أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه) قال: قلنا: يا رسول الله! هذا السلام عليك، فكيف نصلى؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».