شهدت مدينة الأقصر ليلة دامية أمس، حيث أصيب ما يقرب من 16 شخصًا في اشتباكات عنيفة بين قوات من الشرطة والأهالي من ناحية والمئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من ناحية أخرى. وتنوعت الإصابات بين جروح قطعية وطعنات نافذة وإصابات خرطوش وإصابة بالقدم بسبب سقوط خيمة أمام ديوان عام محافظة الأقصر بسبب تحليق طائرة هليكوبتر على مسافة قريبة من خيام المتظاهرين. وبدأت الاشتباكات عقب صلاة التراويح، حيث تجمع المئات من مؤيدي الرئيس المعزول أمام مسجد صلاح الدين بوسط مدينة الأقصر للمشاركة في مسيرة دعا إليها تحالف القوى الإسلامية لدعم الشرعية بالأقصر ضمن فعاليات جمعة "الفرقان". وقبل بدء المسيرة تجمع عدد كبير من أهالي منطقة صلاح الدين، ودخلوا في مشادات كلامية مع المشاركين في المسيرة ورفضوا وجودهم في المنطقة، فتطور الموقف لاشتباكات بالأيدي وإضرام النيران في إطارات السيارات. وبعد أن استمرت الاشتباكات ما يقرب نصف الساعة، وصلت قوات الأمن وتدخلت ومنعت الاشتباكات بالغازات المسيلة للدموع، وطاردت بمشاركة عدد من الأهالي مؤيدي الرئيس المعزول في شارع التليفزيون الذي تحول شارعه إلى حطام من جراء إطلاق الخرطوش وقذف الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف. ومن منطقة صلاح الدين وشارع التليفزيون، انتقلت الاشتباكات إلى منطقة مستشفى الأقصر الدولي، في غياب تام للشرطة، حيث اشتبك مؤيدو ومعارضو الرئيس المعزول لأكثر من ساعة، سقط خلالها عدد من الإصابات من الطرفين، وأجبر الأهالي مؤيدي مرسي على التراجع وترك سياراتهم، فقام بعض البلطجية بإضرام النيران في سيارتين، وهشمت عشرات السيارات أثناء الاشتباكات. وقال الدكتور معمر عبدالهادي، نائب مدير مرفق الإسعاف بالأقصر، إن جميع الإصابات التي تم نقلها طفيفة، ما عدا ثلاث إصابات إحداها لشاب مصاب بطعنات بمنطقة الصدر بواسطة مطواة حادة جراء الاشتباكات، وشخص آخر يدعى محمد عبدالرحمن، 16 عاما، مصاب بجرح قطعي بمنطقة الجبهة، وشاب مصاب بطلق خرطوش في عينه. وأضاف الدكتور معمر عبدالهادي، أن هناك أيضا بعض الإصابات، ومنها لشخص يدعى محمد سعيد عبدالغفار، 23 عاما، وإصابة بالقدم لشاب يدعى كمال جورجي جراء سقوط خيمة للمتظاهرين أمام ديوان عام محافظة الأقصر بسبب مرور هليوكوبتر فوق الخيمة. وصرح محمد عبدالسلام، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة بالأقصر، أن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي لم يستخدموا الأسلحة الآلية والخرطوش خلال الاشتباكات، وأن ما يدعيه البعض عارٍ تمامًا من الصحة. وأضاف عبدالسلام، أن الإخوان المسلمين هم من تعرضوا للاعتداء من قبل من وصفهم ب"البلطجية"، الذين أحرقوا سيارتين كانا يقلان مؤيدي الرئيس السابق، مشيرا إلى أن هناك 7 أشخاص منتمين للجماعة مصابون بجروح جراء الاشتباكات، وأن من بينهم شخص مصاب بطلقات خرطوش. وألقت الأجهزة الأمنية بالأقصر القبض على 8 أشخاص من أنصار الرئيس المعزول بكمين البغدادي، كانوا في طريقهم لمدينة الأقصر وبحوزتهم مجموعة من العصي والحديد والمواسير. وقال بيان لمديرية امن الأقصر إن الخدمات الأمنية المعينة بنقطة التفتيش بكمين البغدادي، دائرة مركز شرطة الأقصر، ضبطت السيارة "رقم 6293 ر ق ب" التابعة لشركة الزمردة للصناعات الغذائية، قيادة المدعو عبدالباسط محمود أحمد إبراهيم (43 عاما - سائق - مقيم الريايينة دائرة مركز أرمنت)، قادمة من أرمنت في اتجاه مدينة الأقصر، يستقلها 8 أشخاص، وبحوزتهم مجموعة من العصي والحديد والمواسير. وبالفحص ومناقشتهم وإجراء التحريات، تبين أنهم من أنصار الرئيس المعزول، وكانوا في طريقهم لمدينة الأقصر للتعدي على المتظاهرين السلميين المتجمعين لتأييد جهود القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب، وبمواجهتهم أبدوا ما جاء بالفحص وما أكدته التحريات وتحرر المحضر رقم 1330 إداري مركز الأقصر لسنة 2013.
