لم تترك جماعة الإخوان المسلمين، كعادتها، طريقا في الدين للعب على أوتاره لتتخذ منه مناسبة لتحقيق أهدافها السياسية ودعوة أنصارها لإعادة الرئيس المعزول إلى سدة الحكم من جديد، فبعد دعوة السيسي للشعب إلى النزول للميادين لتفويضه للقضاء على العنف ودعاة الإرهاب، ربط المتحدث باسم الإخوان المسلمين محمود غزلان بين أحداث غزوة بدر وبين المشهد الجاري، قائلا ما أحوجنا الآن إلى أن نتعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام خصوصا في أزمتنا الجارية. وأكد "غزلان" أن غدا بإذن الله نحتفل بذكرى يوم الفرقان (غزوة بدر) وهذا الانتصار العظيم كان تتويجا لفترة طويلة من الجهاد السلمي امتد لثلاثة عشر عاما في مكةالمكرمة وعامين في المدينةالمنورة، وما يحدث الآن من الظلم والفساد إنما يحدث من مسلمين تجاه إخوانهم وهو ما يملأ النفس ألما، فالانقلاب العسكري الدموي يمارس القتل ضد إخوته ومجزرة الحرس الجمهوري في الفجر والناس يصلون صلاة الفجر ليست منا ببعيد، والله تعالى يقول (ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم" ولا تزال استباحة الدماء مستمرة، حتى النساء التي كان المشركون في الجاهلية يتعففون عن مسهن بأي أذى أصبحن يقتلن بالرصاص الحي، ما يذكرنا بسمية وزوجها رضي الله عنهما، المهم أن نتمسك نحن بثوابتنا وعلى رأسها سلمية دعوتنا وحركتنا ومقاومتنا للظلم والباطل مهما أصابنا من أذى، وأن نتوقى إراقة قطرة دم واحدة من أي مصري. وأضاف: اليوم يتم التهديد باجتياح المعتصمين السلميين في الميدان لتتحول إلى بحار من الدماء من أجل فرض حفنة من العسكريين الانقلابيين فوق رقاب الشعب يحكمونه بالحديد والنار ويعيدون فيهم سيرة النظم الفاشية الديكتاتورية البوليسية التي عانى منها الشعب ستين عاما، ولكن الشعب الذي ذاق طعم الحرية والكرامة بعد ثورة 25 يناير 2011م لن يفرط فيها وسوف يضحي في سبيلها بكل غال ونفيس، والله سبحانه وتعالى لن يضيع عملهم مثلما فعل مع نبيه صلى الله عليه وسلم (وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون). واختتم: ما أحوجنا ليوم فرقان جديد نلمسه من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا)، فعلينا بتقوى الله عز وجل في كل شؤوننا، ولا سيما في قضية الدم الحرام "لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، مضيفًا اللهم إنا نتضرع إليك أن تنصر الشعب الأعزل وأن تخذل البغي وأهله وأن ترد عنا كيد الكائدين ومؤامرات المتآمرين في الداخل والخارج. ولم تكن غزوة بدر التي وقعت في 17 رمضان من العام الثاني بعد الهجرة، بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزعماء قريش، كبقية المعارك الحربية التي نشبت بين المسلمين والمشركين في الجزيرة العربية، بل اختلفت كثيرًا في نتائجها وأثرها على القبائل المجاورة عن بقية الغزوات، حيث كانت أولى المعارك الفاصلة بين الرسول وأهل المدينة وبين مشركي قريش، راحت فيها هيبة "قريش" وقويت شوكة المسلمين وأصبحوا مرهوبين في المدينة وما جاورها، كما عاونت غنائم المعركة المسلمين في محنتهم الاقتصادية التي دامت 19 شهرًا.