حرّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الداعية القطري من أصل مصري يوسف القرضاوي، استجابة المصريين لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للتظاهر غدا، لتفويضه بالتصدي "للإرهاب". وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من مقره في الدوحة بيانا في ساعة متأخرة أمس، أكد فيه على "حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية، أو لتغطية العنف ضد طرف ما، أو لإثارة الفتنة". وكان السيسي قال في كلمة أمس، "لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الأمناء الجمعة؛ ليعطوني تفويضا وأمرا لمواجهة العنف والإرهاب". والتوتر على أوجه في مصر بعد ثلاثة أسابيع من عزل الرئيس السابق، ويخشى أن تؤدي دعوة السيسي إلى زيادة حدة التوتر والعنف. وردت عليه جماعة الإخوان المسلمين في بيان دعت فيه أيضا إلى التظاهر غدا، واعتبرت الجماعة دعوة السيسي إلى التظاهر بمثابة "إعلان حرب أهلية". وطالب البيان "جميع المصريين (شعبا وأحزابا وجيشا وشرطة) بالحفاظ على أمن بلدهم العزيز على الجميع، ومنع كل ما يؤدي إلى حرب أهلية يكون الجميع فيها خاسرا". واستهل الاتحاد بيانه بالقول إن "العالم أجمع فوجىء ببيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدعوة الشعب المصري للنزول إلى الشارع لدعم الانقلاب والقضاء على العنف والإرهاب، حيث فهم منه المحللون أن هذه الدعوة لتغطية العنف والتبرير للقضاء على المتظاهرين بالعنف". وأضاف أن هذه الدعوة "تؤدي إلى حرب أهلية بعدما استطاع المتظاهرون أن يصمدوا على سلميتهم أمام القتل والإرهاب والتخويف طوال ما يقرب من شهر" بحسب نص البيان. ودعا "المصريين جميعا إلى تجاوز هذه الأزمة بالحكمة وتغليب المصالح العليا لمصر، وأن يحافظوا على سلمية المظاهرات، والصبر والتحمل مهما كانت الظروف والأحوال". وختم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانه ب"مطالبة الدول العربية والإسلامية والدول والشخصيات المحبة للسلام والديمقراطية بالقيام بمبادرة عاجلة لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد أمن مصر بل أمن الأمة العربية الإسلامية بمخاطر وعواقب لا يعلم مداها". كما عبر الاتحاد عن "الاستغراب من أن يصدر هذا البيان من الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ولا يصدر من رئيس الجمهورية المؤقت، أو من رئيس الوزراء، حتى يثبت للعالم أجمع بأن الانقلاب متوافر فيه جميع أركانه وشروطه" بحسب النص.