سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استشهاد مجند وإصابة 28 آخرين فى هجوم إرهابى بقنبلة على مديرية أمن الدقهلية الأهالى يتهمون الإخوان بالوقوف وراء الجريمة ويحتشدون فى محيط مبنى المديرية ويهتفون «الشرطة والشعب إيد واحدة»
سيطرت حالة من الذعر والخوف على سكان المنصورة بعد الهجوم الإرهابى بقنبلة على مبنى مديرية أمن الدقهلية أثناء تمركز تشكيل من الأمن المركزى فى الساعات الأولى من صباح أمس، وهو ما نتج عنه انفجار هائل تسبب فى استشهاد مجند، وإصابة 28 آخرين. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف من صباح الأربعاء، عندما سمع أهالى منطقة شارع العباسى، وشارع بورسعيد، والسكة الجديدة، وطلخا دوى انفجار هائل بالقرب من مبنى المديرية، وهو ما تسبب فى حالة من الفزع بين المواطنين، وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار، وساعد المواطنون فى نقل المصابين إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة. وطوّقت قوات الأمن المركزى مكان الحادث، وتم إغلاقه تماماً باستخدام الحواجز الحديدية، وحاصرت قوات خاصة مبنى مهجوراً مقابلاً لمكان الانفجار، اعتقاداً منهم بأن الإرهابيين يختبئون داخله، وأطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع، إلا أنه تبين بعد اقتحامه عدم وجود أحد بداخله. وهرعت سيارات الدفاع المدنى بقيادة العميد أسامة شعبان، مدير إدارة الحماية المدنية، إلى مكان الحادث وتمت الاستعانة بالكلاب البوليسية للكشف عن وجود أى متفجرات فى المنطقة. وجمع رجال البحث الجنائى وخبراء المفرقعات شظايا العبوتين، واستخدموا أجهزة لتتبع المعادن المتناثرة لتحليل المواد المستخدمة فى التفجير، وتحديد نوعية العبوات المستخدمة. واحتشد آلاف المواطنين فى محيط مبنى المديرية لإعلان مساندتهم لقوات الشرطة، وسط ترديد هتافات «الشرطة والشعب إيد واحدة»، و«مش هنخاف مش هنطاطى ثورتنا هتفضل سلمية»، و«يسقط يسقط الإخوان». وانتقلت قوات الجيش إلى مكان الحادث، وحلقت الطائرات الحربية فى سماء المنطقة لاستكشاف الحركة فى شوارع المنصورة، وبث الأمان فى قلوب المواطنين الذين هرعوا إلى الشوارع. وشكل المواطنون لجاناً شعبية بعد اختفاء الشرطة من الشوارع، وفتشت المارة والسيارات لمساعدة الشرطة فى القبض على أى مسلحين يتحركون فى شوارع المنصورة. وانتقل فريق من النيابة العامة برئاسة محمود أبوهاشم، مدير نيابة أول المنصورة، واستمع إلى أقوال المصابين فى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، وانتقل الفريق إلى مكان الحادث، وعاين آثار الانفجار على مديرية الأمن، والسيارات اللورى الخاصة بالأمن المركزى. وجمع فريق الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى الأجزاء المتناثرة من الانفجار وعاين آثار ما بعد الانفجار لإعادة تشكيلها، وبيان وسيلة التصنيع، والمواد المستخدمة بها. وقال مصدر أمنى إن خبراء المفرقعات أكدوا أن القنبلة التى استُخدمت فى الانفجار متطورة الصنع، وتم وضعها فى غرفة تفتيش مهجورة فى المنطقة الواقعة بين مدخل قسم شرطة أول المنصورة ومدخل مديرية الأمن، وأدى الانفجار إلى تحطيم نوافذ مديرية الأمن، وتحطيم سيارتين للشرطة. وأضاف المصدر أنه تم تحديد بعض الأشخاص المشتبه بهم، وتم القبض على أحدهم، وتسليمه إلى الأمن الوطنى لمناقشته. وقال الدكتور هشام مسعود، مدير طب المستشفيات فى مديرية الصحة بالدقهلية، إن الحادث أدى إلى استشهاد إبراهيم سليمان سعد سليمان، 22 سنة، مجند من محافظة القليوبية، بالإضافة إلى إصابة 28، تم علاج 18 منهم، واحتجاز 10 حالات بالمستشفى تنوعت إصاباتهم ما بين الارتجاج، والحروق. وأكد مصدر طبى فى مستشفى الطوارئ بالمنصورة أن المصابين من بينهم محمد محمد عبدالحميد أمين الشرطة، الذى تم نقله إلى مستشفى الشرطة بالمعادى لاستكمال علاجه، والصاوى أبوالعزم رقيب شرطة بقسم أول المنصورة حيث أصيب بشظايا فى الظهر، بالإضافة إلى عدد من المصابين من الأهالى، وهم: أحمد السيد محمد 21 سنة، وحسن أحمد على 21 سنة، وثروت أحمد على 21 سنة، وإسلام شعبان السقا 21 سنة، وحسن مرسى محمد 32 سنة، وحسن محمد محمد 21 سنة، وعبدالسلام محمد عبدالسلام 20 سنة، ونبيل محمود محمد 25 سنة، وأحمد علاء الدين 33 سنة، ونبيل محسن محمد 21 سنة، ومحمد السيد محمد 21 سنة، ومحمد نبيل محمد 20 سنة، ومحمد سعد عبدالرءوف 20 سنة، ومحمد رضا عبدالمقصود 20 سنة، وحسن حامد حسن 21 سنة، وعباس محمد عباس 21 سنة، وحسان سامى أنور 20 سنة، وأحمد المتولى سمرة 21 سنة، وأحمد عادل إبراهيم 20 سنة، ومحمود أحمد محمد 21 سنة. وسادت حالة من الغضب بين المواطنين، واتهموا جماعة الإخوان بالوقوف وراء التفجير للانتقام لمقتل المتظاهرات يوم الجمعة الماضى خلال مسيرة تأييد للرئيس المعزول محمد مرسى، وهاجم شباب شارع الجلاء محل جزارة ملك المهندس محمد أبوشعيشع والد الضحية هالة، وحطموا واجهات المحل. وقال «م. أ» أحد شهود العيان إنه كان يمر فى الشارع وقت وقوع الانفجار، وشاهد شخصاً ضخماً يقف على المبنى المهجور أمام قسم شرطة أول المنصورة، ويتبادل إطلاق النار مع القوة الموجودة أمام القسم، وبعد الانفجار ذهب الجميع إلى مكان الحادث، ووجدنا عدداً كبيراً من المصابين معظمهم من المجندين، ونقل المواطنون 6 منهم إلى المستشفى حتى وصلت سيارات الإسعاف فنقلت باقى المصابين. وقال أحد أمناء الشرطة فى مكان الحادث: «جماعة الإخوان تنفذ مخططاً لاستهداف أفراد الشرطة، والشعب، ومللنا مما يحدث لنا يومياً دون جدوى، ونحن لسنا بلطجية كما يهتفون، وعندما أذيع خبر الانفجار أمام مديرية الأمن صاح المعتصمون فى رابعة العدوية قائلين: «ولسه ولسه.. الداخلية بلطجية»، ألا يمثل هذا دليلاً على تنفيذ تهديداتهم، وتحريضاً على قتل أفراد الشرطة؟». وعززت قوات الأمن من وجودها بجانب المنشآت الحيوية والشرطية تحسباً لوقوع أى هجمات أخرى، وأغلقت قوات الأمن مداخل ومخارج مدينة المنصورة، وطلخا، وقامت بتفتيش السيارات تحسباً لضبط أى سيارات بداخلها متفجرات. وأصدر الاتحاد العام لأفراد هيئة الشرطة بياناً أعلن فيه إدانته الكاملة للعملية الإرهابية، واستهداف ديوان عام مديرية الأمن. وأضاف البيان: «ما يحدث من استهداف لرجال الشرطة، والمنشآت الشرطية لن يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة الدفاع عن أمن مصر وشعبها، وقادرون على اقتلاع جذور الإرهاب، ونقسم بالله إن من يتعدى على رجال الشرطة، وشعب مصر لن يلق منا إلا الدمار والموت جزاء لما اقترفت يداه». وأدانت القوى السياسية والوطنية فى الدقهلية الانفجار، ووصفته بالعمل الإرهابى، وأنه تنفيذ لتهديدات قادة جماعة الإخوان. وقال سمير الأمير، المتحدث الإعلامى لحزب التحالف الشعبى بالدقهلية: التفجير يأتى فى إطار خطة إشاعة الفوضى، ونشر مشاهد العنف، ويهدف إلى تدمير الدولة المصرية، والإيحاء بأن ثورة 30 يونيو هى التى تسببت فى هذه الفوضى. وأضاف الأمير أن حزب التحالف يرى أن الأولوية الآن يجب أن تكون فى الإجراءات الحاسمة ضد الإرهاب الذى تمارسه وترعاه جماعة الإخوان، وليس فى الحديث عن المصالحة مع القتلة، الأمر الذى يشجع الخونة على المضى قدماً فى مخططهم لتدمير مصر. من جانبه أصدر حزب الحرية والعدالة بياناً بعد الحادث قال فيه: «نستنكر الانفجار الذى حدث أمام مديرية الأمن بالدقهلية، وندين بشدة صانعى ومثيرى الفتن، ومنفذى أى عمل إرهابى أثيم ضد الأرواح أو المنشآت، ونؤكد على حرمة الدم المصرى، لكل المصريين، ونؤكد أن العنف لم ولن يكون طريقنا».