كتب - سلامة عامر: سيئ الحظ، قليل البخت، قاده حظه العاثر إلى تولى وزارة النقل والمواصلات ووزارة الطيران المدنى قبل أسبوعين فقط من حادث تحطم طائرة مصر للطيران فى المياه الإقليمية للولايات المتحدةالأمريكية عام 1999، وكان حادث حريق قطار الصعيد الشهير الذى راح ضحيته مئات القتلى والمصابين بوقفة عيد الأضحى عام 2002، كفيلاً بإقالة الدكتور إبراهيم الدميرى من منصبة لتهدئة الرأى العام ثم عاد إلى عمله الأكاديمى بجامعة عين شمس، لكن بعد 11 عاماً من إقالته عاد الدميرى لمنصبه فى وزارة النقل من جديد، وهو ما أثار جدلاً واسعاً فى الأوساط السياسية فى مصر عقب اختياره فى وزارة الدكتور حازم الببلاوى، كونه لم يحقق أى نجاحات أثناء توليه الوزارة بالإضافة إلى وقوع حوادث مروعة فى قطاع النقل والطيران. قدم الدميرى عام 2001 خطة طموحة لتطوير قطاعات النقل باستخدام التقنيات الحديثة فى التشغيل، وزيادة عوامل الأمان بإنشاء قطار فائق السرعة يعمل بالكهرباء يربط بين القاهرةوالإسكندرية، على ألا يتعدى زمن الرحلة 35 دقيقة، وفى المرحلة الثانية يمكن مد الخط ليربط القاهرة بأسوان وهو المشروع الذى عرضه عام 2001 على رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد وهوجم وقتها فى كل وسائل الإعلام بأنه يريد تقديم هذه الخدمة إلى رجال الأعمال وليس لمحدودى الدخل. أكد الدكتور إبراهيم الدميرى عقب توليه حقيبة النقل فى حكومة الببلاوى أن لديه رؤية وخريطة متكاملة للتطوير والنهوض بقطاعات النقل والمواصلات بحلول عام 2050، باستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فى التشغيل وزيادة نسبة عوامل الأمان، تعتمد على توسيع الوادى بعمل طريق حر سريع يصل بين بورسعيد وحلايب وشلاتين، وفقاً لمواصفات الطرق الحرة العالمية وطريق آخر مواز، يبدأ من الإسكندرية شمالاً ويمتد حتى وادى حلفا جنوباً بنفس المواصفات، على أن يتم ربط المحافظات، إضافة إلى إنشاء طريق سريع يربط جميع الدول الأفريقية يبدأ بالإسكندرية مروراً بالسودان حتى يصل إلى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا. عقب الإعلان عن تولى الدميرى وزارة النقل من جديد، أعلن عدد كبير من الصعايدة رفضهم قرار تعيينه بتنظيم مسيرات فى مدن صعيدية عدة، معتبرين إياه المتسبب الأول فى حادث قطار الصعيد الشهير. لم يهتم معارضو الدميرى بشهاداته ومناصبه العلمية العديدة، رغم أنه من أبرز علماء النقل والمواصلات فى العالم العربى، بدأ وزير النقل والمواصلات الحالى حياته المهنية معيداً بكلية الهندسة بجامعة عين شمس وتدرج بالوظائف الأكاديمية حتى وصل لمنصب نائب رئيس الجامعة، وهو أول من أنشأ قسماً لتخطيط النقل والمرور بالكلية، وأول مؤسس ورئيس لأكاديمية أخبار اليوم.