تلتفت حولها وكأنها أطفالها، تحمل بين يديها كيس بلاستيكي لونه أبيض، ممتلئ بطعام اعتادت أن تجمعه من أجل "الكائنات الطيبة"، تجلس لتطعم الكلاب والقطط الضالة على أحد أرصفة النزهة بمصر الجديدة، حيث اعتادت القطط والكلاب على زيارة غادة اليومية، وهي اعتادت على الحب بينهم. لاحظت غادة طارق، 27 عاماً، انتشار الكلاب والقطط الضالة منذ أكثر من عام ونصف بمنطقة سكنها في النزهة، فحبها للحيوانات دفعها لرفض تصرف البعض من السكان بوضع السم في طعامهم للتخلص منهم بحجة انهم مزعجين، مقرره المهندسة المعمارية حمايتهم ورعايتهم بطريقتها الخاصة: "حبي للحيوانات مش عشان بربيهم في البيت بس، لكن لأن هما فعلاً أوفى من البشر على الأرض، فقولت احميهم بطريقتي وانزل ليهم كل يوم عشان اكلهم بنفسي واراعيهم، وبقيت اقف لجيراني والاطفال اللي بيضربوهم واوعيهم عشان يبعدوا عنهم". تذهب الشابة العشرينية لعملها كل يوم صباحا، وتنتهي منه في الرابعة عصرا، تذهب للمنزل وتجهز بقايا ابطعم " زي الارز والعيش والمكرونة، وبشتري لهم هياكل لحوم أو فراخ وانزل عشان ياكلوا الاكل اللي جهزتوا عشانهم"، 50 كلب وقطة، عدد الحيوانات الضالة التي اعتادت "غادة" على اطعامهم يومياً، فهي تخصص ساعتين في اليوم لرعايتهم: "لما بعمل كده بحس اني بعمل حاجة كبيرة، لأنهم في النهاية روح ومحتاجيم رعاية، وكمان هما مش مسعورين زي ما الناس فاكره، ومفيش منهم اي خوف". لم تمانع أسرة "غادة" مساعدتها المستمرة للكلاب والقطط الضالة، بل تشجعها باستمرار، واعتادت المهندسة المعمارية أن تعالج المريض منهم عند أحد الاطباء البيطرين بالنزهة فاغلبهم لم يتلقوا أجر عند علمهم بأنهم كلاب وقطط ضاله بحسب وصفها: "عيلتي مش بيعارضوا خالص وانا مربية كلبين في البيت، بالعكس احنا كلنا بنحب الحيوانات وهما روح زينا وكمان مالهمش ذنب في حاجة، عشان بتمنى كل الناس تساعد وتراعي الحيوانات الضالة اللي في الشوارع ويبقى في رحمة".