سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".. "سُنة" يعيش بها الحاج مختار الخيول في طباعها ك"البني آدمين" فيها الصالح والطالح.. وحياة الخيول مليئة بالمحبة والألفة
"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، هكذا حدثنا رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم"، عن الخيول وبركتها، فالفرس أو "الحصان" غرس في قلبه الحب والوفاء منذ المولد، وعالمه لا يختلف كثيرا عن عالم الإنسان، فيملك الشخصية المستقلة، فمنه تجد الوفي والهادئ والشرس والمحب للحركة المستمرة، ويتطبع بطباع صاحبه ويتعايش معه في مودة وحب دائم. عالم الخيول فيه القصص والحكايات، فالخيل تاريخ طويل في الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب، كما استخدمه الفراعنة العظام في عمليات التشييد والبناء لحضارتهم العريقة، وفي الحب غنى له العاشقون وكتب له الشعراء.. وهنا نصحبك في رحلة عن أسرار عالم الخيول، نحكي فيها عن تربيتها وأصول معاملتها وحياتها. يستقبلك بوجه بشوش، وابتسامة هادئة، تبعث الطمأنينة لمن حوله، يمسك بلجام فرسه بكل لين وألفة، يحكي عن "الخيل" وكأنه يحكي عن أصدقائه، فحياته معهم امتدت لأكثر من 30 عاما، إنه "الحاج مختار"، صاحب إحدى مزارع الخيول بقرية في محافظة كفر الشيخ، والذي يربي بمزرعته أنواع وأعمار مختلفة من الخيول. "الخيل تربيتها مبنية على المحبة والألفة بين الفرس وصاحبه"، هكذا يستهل الحاج مختار، حديثه، واصفا الخيول بأنها لا تحب القسوة في المعاملة، وتنتظر دائما من صاحبها الجزاء الحسن، متابعا "الخيل أنواع فهناك الخيل العربي الأصيل، ونعرفه من شهادة نسبه لأمه وأبوه، و"الختم" على رقبته، وهناك خيول أجنبية كالخيل الشركسي، وهناك خيل البلدي، الذي قد يكون من أب عربي أصيل، ولكن أمه "غير مختومة"، وهذا الخيل أقرب في طباعه للخيل العربي، وهناك خيول أخرى تستخدم في أعمال الزراعة وجر العربات وبعض منها يوجد في المناطق السياحية كالأهرامات يركبه السياح". يتحدث الحاج مختار، عن الخيل في مرحلة الرضاعة "فترة رضاعة الخيل تستغرق 4 أشهر، وبعدها نفطمه، ويتم التعامل مع المهر الصغير بشكل خاص برعاية وحنان، ولا يستخدم في أي أعمال شقة، وفي سن 3 سنوات يتم تصنيف الخيل، فمنهم من يستخدم في الرقص العربي، ومنهم في السباقات، وأخرى في أعمال جر العربات والزراعة"، مضيفا "أن عمر الخيل يتراوح بين 28 و30 عاما، وفترة حمل أنثى الخيل تصل إلى 11 شهرا، أحيانا تولد بعد 10 أشهر و20 يوما، وتعامل معاملة طيبة أثناء الحمل، ولا نضغط عليها في أعمال شاقة". يواصل الحاج مختار حديثه، ويتطرق إلى رقص الخيول، أو ما يقول عنه "أدب الخيل"، ويروي تفاصيل عنه، "في سن 3 سنوات يوضع للحصان لجام في فمه، ليتعود عليه، ويغير الفرس أكثر من لجام حتى يجد لجام يرتاح فيه ويظل معه طوال عمره ولا يتغير، بعدها يتم ترويضه، ويمشي لمسافات طويلة "مشاوير" حتى يربي عضلات ويكون نفسه طويل، عنده قوة تحمل، بعدها يتعلم اللف لليسار واليمين ونسميها (لنشات) حتى يكتسب المرونة، ثم يتعلم الرقص، وأن يحرك قدميه على الأرض لأعلى وإلى أسفل (يدبدب على الأرض)، وإذا أحسن في الحركة نعطف عليه بالتمليس على رقبته حتى يفهم أنه أدى أداءً جيدا، ويتعلم في كل يوم حركة جديدة حتى يتقن الرقص"، متابعا "رقص الخيل مش شرط يكون على الطبل والمزمار، فالخيل يرقص بدون مزمار، وفي الدراما التليفزيونية يصور رقص الخيل وبعدها يدخل المخرج الموسيقى اللي يحبها ليعطي شكل للمسلسل أو الفيلم بتاعه". وعن طباع الخيل وشخصيتها يقول "الحاج مختار"، وهو يرقص بأحد خيوله، "الخيل في طباعه مثل البني آدمين، فيه الطيب والشقي، فيه الهادي وفيه النشيط طول الوقت، وأيضا المؤدب والصعب في التعامل معه، إلا أنها تتطبع بطباع صاحبها ومربيها، وصاحبها لازم يعرف أنها حساسة جدا، ولو حس أن الخيل زهقان أو زعلان لازم يصالحه ويرضيه وميضغطش عليه في أعمال كثيرة، وكمان في فترة مرضه لو فيه علاج بحقن أو غيره يفضل أنها تكون بره مكان مبيته علشان يأخد الأمان من صاحبه لما يدخل عليه فيه مرة تانية وميخفش منه"، ويستمر في الحديث عن شخصية الخيل ويؤكد: "طباع الخيل تورث بالجينات، فالحصان المؤدب والقوي يورث أخلاقه لأولاده، والحصان الصعب في معاملته قليل أوي لما يكون ابنه مؤدب وسهل التعامل معه، وإحنا عندنا بنبيع الخيل الصعب في التعامل إذا أساء الأدب مش بيكون ليه مكان عندنا، فالخيل كالطفل الصغير نحببه في الحاجة ونعطيه مكافأة.. ولو غلط يتعاقب علشان يعرف الصح من الغلط". يؤكد الحاج مختار، أن تربية الخيول فيها خير وبركة مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة"، فهو يرى أنه بتربية الخيول والعطف عليها يتصدق كل يوم لوجه الله سبحانه وتعالى، ويوصي بها أبناءه دائما.