تسعى جماعة العدل والإحسان الإسلامية "شبه المحظورة" في المغرب، إلى تقريب صورتها "بالصوت والصورة" من الناس، والالتفاف على ما تعتبره "حصارا" لها، عبر قناة إلكترونية أطلقتها في المملكة التي ليس فيها أي قناة تليفزيونية خاصة، وما زال الإعلام فيها تابعا للدولة. وتبث قناة "الشاهد"، التي أطلقت مطلع رمضان، على موقع "يوتيوب"، مجموعة من البرامج الحوارية والدينية أو التعريفية بأنشطة الجماعة، لكنها لا تبث برامج بشكل متواصل طيلة اليوم على غرار القنوات الفضائية الأخرى، ما يسمح لها بتجاوز طلب ترخيص لعملها. وقال حسن بناجح، مدير المكتب الإعلامي للناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، إن "قناة (الشاهد) تطور طبيعي للأداء الإعلامي لجماعة العدل والإحسان رغم الحصار الذي نعانيه". وأشار بناجح إلى أن "آخر ما تم منعه ومحاصرة الجماعة فيه إعلاميا هو صحيفتا (العدل والإحسان) و(رسالة الفتوة) في 2001"، موضحا أن "الإعلام العمومي مسيج وممنوع على المعارضين ولم يظهر فيه ولو قيادي واحد منذ أن تأسست الجماعة". ومن جهته، قال عمر أمكاسو نائب الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في تسجيل فيديو منشور على حساب القناة على موقع "يوتيوب"، إن الهدف من قناة "الشاهد" هو "بصفة عامة تقريب صورة العدل والإحسان بالصوت والصورة للمشاهد". وأضاف إلى هذا الهدف "التعريف بأنشطتنا وأساليبنا وتوسيع دائرة التواصل مع عامة الناس وتوضيح رؤيتنا للقضايا المثارة في النقاش العمومي والانفتاح على كل المكونات والأطراف". ورغم أن جماعة العدل والإحسان حصلت على ترخيص لمزاولة أنشطتها قانونيا، إلا أنها شبه محظورة، فالعديد من نشطائها ملاحقون أو مسجونون أو تم إغلاق بيوتهم، ومن بينهم أمينها العام الجديد محمد العبادي. وعرفت جماعة العدل والإحسان بمعارضتها الشديدة لحكم الملك الراحل الحسن الثاني عندما وجه له مرشدها الراحل الشيخ عبدالسلام ياسين، سنة 1974 رسالة نصح بعنوان "الإسلام أو الطوفان"، قضى بسببها ثلاث سنوات وستة أشهر في السجن ثم أرسل إلى مستشفى للأمراض العقلية. وفي 28 يناير 2000، كتب رسالة أخرى مفتوحة بعنوان "مذكرة إلى من يهمه الأمر"، وجهها إلى الملك محمد السادس، دعاه فيها إلى رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده.