وجهت القوى السياسية بمحافظة القليوبية، رسالة مبادرة "لم شمل" لقيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والذراع السياسية لها حزب الحرية والعدالة، طالبت فيها الإخوان والتيار الإسلامي بالعودة لأحضان الوطن، وطي صفحة الماضي، والتركيز على إزالة الاحتقان والمشاركة بأقصى سرعة في الحوار الوطني والمصالحة الشاملة، وإعادة الوجه الحضاري لمصر، وبدء صفحة جديدة من العمل السياسي، ونسيان الماضي بأخطائه وسلبياته. أكد أحمد حسين، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني بالقليوبية، أن الحل للخروج من الأزمة الراهنة يبدأ بإقناع جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء التيار الإسلامي أن ما حدث ليس انقلابا عسكريا، وإنما إرادة الملايين التي خرجت غاضبة تطالب بعزل الرئيس مرسي، بعد أن فشل في تحقيق أبسط أحلامهم، موضحا "أنه لهذا يجب أن يتوقف الإخوان عن ممارسة العنف الذي يمارس في سبيل الإصرار على عودة الرئيس المعزول، والذى سيقابل بقوة من الجيش والشعب". ورأى المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني بالقليوبية، أن تستمر مؤسسة الرئاسة والأحزاب والقوى السياسية في الدعوة إلى المصالحة الوطنية بين كافة القوى، وخاصة الإخوان، للمطالبة بالعودة إلى الصف الوطني ونبذ العنف، لإيقاف نزيف الدماء المصرية التي تزداد يوما عن الآخر. واقترح أحمد رمضان، أحد مؤسسي حملة "تمرد" بالقليوبية، أن يتم باستمرار عقد جلسات حوار وطني بين القوى المختلفة لمحاولات تقريب وجهات النظر، وضرورة المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق بأسرع وقت ممكن، موضحا أنه "على جماعة الإخوان المسلمين أن تدرك أن ما فات لا يمكن أن يعود، وأن عزل الرئيس السابق لم يكن إلا نتيجة طبيعية لسياستهم طيلة الفترة الماضية، فحق التظاهر السلمي موجود دائما ، وأرفض أي محاولات لفض الاعتصام السلمي بالقوة، ويجب أن تتم محاسبة كل من يستخدم العنف أو التهديد أو إرهاب المواطنيين السلميين". ومن جانبه، أوضح كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية، أنه "آن الأوان أن تكون هناك مصارحة ومكاشفة عن تجاوزات قيادات الإخوان، بما فيهم الرئيس المعزول، في أسرع وقت، ومحاسبة المخطئ والإفراج فورا عمن لم يثبت تورطه منهم، وخاصة الشباب، للبدء في حوار حقيقي يعمل على إعادة الأمن للشارع، ويحقق وقف نزيف الدماء، فإننا نأمل من القوات المسلحة الصبر إلى أقصى مدى على المتظاهرين السلميين، وعدم اختيار الحلول الأمنية لفض أي اعتصام بالقوة". وعلى الجانب الآخر، قال وليد مصطفى، العضو بحزب الوسط بالقليوبية، إن "الحديث عن مصالحة وطنية بين الأحزاب والتيارات المختلفة في مصر لن يحدث إلا بوقف الانقلاب العسكري على الشرعية، وإعادة إجراء جميع الانتخابات بعد إعمال الدستور، وعمل مصالحة وطنية حقيقية بين جميع القوى والمؤسسات نطوي بها صفحة الماضي ونعيد الحكم للشعب المصري دون إقصاء لأحد، ووضع خطة جديدة يتوافق عليها جميع القوى السياسية والقوات المسلحة".