الأيام دول، والأمواج تتبدل، فتارة تهيئ الأجواء لفصيل سياسى ومرة تطيح به من المشهد، هكذا صار حال جماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس محمد مرسى بعد 30 يونيو، الأمر الذى جعل ممارسات أنصار «مرسى» تتناقض تماماً وما دعوا إليه من قبل. «لا مجال لقطع الطرق، أنا وجهت المسئولين فى الشرطة لمعاونة رجال الجيش.. قطع الطريق جريمة.. قطع الطريق جريمة.. مَن لديه مظلمة، فإننى آثم إذا لم أستمع إليه.. لكن لا نقطع الطرق ولا نعطل الإنتاج ولا نستخدم أساليب العنف والقهر لباقى المواطنين.. لن نسمح بذلك أبداً» نص ما قاله د. «مرسى» خلال الاحتفال بليلة القدر فى رمضان الماضى، رد عليه مريدوه بالتهليل والتصفيق، غير أن أياماً مرت على عزله جعلت قطع الطرق الحيوية بالقاهرة أمراً مقبولاً بالنسبة لهم، علاوة على بناء الجدران الأسمنتية فى الشوارع الرئيسية، بينما كانوا من قبل يناشدون معارضى مرشح الجماعة بالقول: «لا تقطعوا الطرق وتذكروا وصية الرسول بإماطة الأذى عن الطريق»، بالإضافة إلى قانون التظاهر الذى صاغته أغلبية إخوانية فى مجلس الشورى المنحل والذى كان يهدد بالاعتقال كل من يحاول قطع الطريق. لم يتوقف الأمر عند تبديل المواقف فحسب، فحتى الشعارات التى بات «مؤيدو الشرعية» -حسب وصفهم- يرددونها تماثل تماماً ما هتف به معارضوهم من قبل مثل: «يسقط حكم العسكر.. الداخلية بلطجية.. ثوار أحرار هنكمل المشوار»، ما دفع الناشط إبراهيم الجارحى إلى السخرية، «كده ناقص يقولوا يسقط حكم المرشد ونبقى خالصين». «نوع من ضعف الذاكرة» تصف به د. ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع السياسى جامعة المنوفية، سلوك المنتمين لجماعة الإخوان فى إشارة منها إلى تبديل المواقف «معروف عنهم التقول بما لا يفعلون»، وأن تطورات المشهد السياسى مؤخراً تدلل على محاولاتهم لإثبات الذات ومحاولة طمس اتهامات الفشل الموجهة لهم «بيقولوا إحنا موجودين ونهايتنا لسه مجتش»، مؤكدة أن سلوكهم فى الفترة الأخيرة يتسم بالانعزالية، مرجعة الأمر لشعورهم بالتمييز عن الآخرين «فاهمين إن الدين معاهم وأى حاجة بيعملوها لها تبرير مسبق». الأخبار المتعلقة: التيار المدنى ب«الشورى» يطالب بتجميد «المصالحة الوطنية» مع الإخوان بعد الاشتباكات الأخيرة النائب العام يأمر بتحقيقات موسعة فى أحداث «رمسيس والبحر الأعظم» «الوطن» ترصد معركة تحرير «رمسيس»: الأمن والأهالى والباعة تصدوا لأنصار «المعزول» «الإخوان»: يتهمون الأمن بمحاصرة المساجد والجيش ل«معتصمى رابعة»: راجعوا أنفسكم حقوقيون يحمّلون «الإخوان» مسئولية العنف والدم الإخوان يواصلون «معارك الدم»