شارع بين السرايات بجوار جامعة القاهرة خالٍ تماما إلا من بعض المارة، معظم المحلات والورش به مغلقة، قوات الجيش تغلق الشوارع والطرق المؤدية إلى ميدان النهضة بالمدرعات والدبابات والأسلاك الشائكة، جنود القوات المسلحة يفتشون الطلاب والأهالي قبل دخولهم إلى المدينة الجامعية للوصول إلى مكتب التنسيق، أبواب جامعة القاهرة مغلقة باستثناء بوابة مبنى الامتحان المركزي المواجهة لكوبري ثروت، يجلس أمامه أفراد أمن الجامعة يمنعون الطلاب من الدخول، في حين يسمحون بدخول الموظفين على استحياء يقول أحدهم "الموظفين بيدخلوا يمضوا ويخرجوا تاني على طول مفيش شغل جوا خالص". ويقول خالد بسيوني، طالب تعليم مفتوح بكلية الإعلام: "قمت بامتحان مادتين فقط بداية من يوم 24 يونيو، لكن تم تأجيل باقي الامتحانات بباقي المواد إلى أجل غير مسمى"، وأضاف "معاناتنا بدأت يوم 30 يونيو عندما توجهنا إلى الجامعة للقيام بأداء الامتحان وفوجئنا بتأجيلها دون إخطارنا وهو ما أدى إلى حالة من غضب البعض من القرار بعضنا ينتظر أداء الامتحان للتفرغ لأعماله لكن الآن لا نعرف متى سيقام الامتحان خاصة في ظل وجود اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول أمام الجامعة بالإضافة إلى إغلاق قوات الجيش للشوارع المحيطة بها". وتقول منى أبو رية، موظفة بمكتبة كلية العلوم جامعة القاهرة: "منذ بداية الأحداث لم نستطع دخول الجامعة بشكل منتظم، فقد منعنا من الدخول أثناء وبعد الاشتباكات، كنا بندخل بخناقة والأمن كان بيقولنا ممنوع تدخلوا مفيش حد جوا". وأضافت: "بسبب غلق ميدان النهضة والشوارع الجانبية المحيطة ببين السرايات وجدنا صعوبة كبيرة في الوصول إلى مكان عملنا ومع ذلك لم نتأثر بالأحداث مثل طلاب التعليم المفتوح وطلاب معادلة الشهادات والتنسيق". في بداية ونهاية كوبري ثروت بمنطقة بين السرايات تقف مدرعات الجيش وتغلق الشارع بالأسلاك الشائكة يحاول بعض الطلاب المرور إلى الداخل للوصول إلى مكتب التنسيق فيطلبون من ضباط الجيش الدخول إلى المدينة الجامعية فيعطون أوامرهم للجنود بإزالة جزء السلك بجوار الحائط، من خلف الأسلاك يبدو الشارع مهجورا حتى حديقة الأورمان، خيام الاعتصام قليلة أمام البوابة الرئيسية للجامعة، اللافتات منتشرة في أرجاء المكان بكثافة، بينما يحيط بالمعتصمين بعض أفراد اللجان الشعبية من الإخوان لتأمين الاعتصام، فيما أغلقت قوات الجيش شارع الجامعة بنهاية سور كلية الهندسة. وأمام بوابة المدينة الجامعية تقف سيارات القوات المسلحة لإحكام سيطرتها على منطقة بين السرايات بعد الاشتباكات الدامية التي خلفت قتلى وجرحى من معارضي الرئيس المعزول ومؤيديه، بالإضافة إلى إصابة مأمور قسم بولاق، محلات وورش ومطاعم بين السرايات مغلقة، الهدوء يخيم على أرجاء المكان، حركة السيارات مقتصرة على شارع جانبي بالمنطقة لتتوجه منه إلى شارع السودان. في محل تصوير وأدوات مكتبية وقف محمود حسن، 22 سنة، ينتظر قدوم الزبائن والطلاب لكن إغلاق الشارع بسبب اعتصام ميدان النهضة وتأجيل الامتحانات أدى إلى حالة من الركود منذ 10 أيام، ويقول محمود: "المحلات والمطاعم بالمنطقة أغلقت أبوابها بسبب سوء الوضع الأمني وإغلاق الشارع مما أدى إلى تسريح عدد كبير من العمال مثل المحل الذي أعمل به الآن فقد تركه اثنان من العاملين به بعد الأحداث مباشرة، مفيش شغل هنعمل إيه ده وقف حال، كنا الأول بنفتح المحل الساعة 8 وبنقفل الساعة 10 بالليل، دلوقتي بنقفل الساعة 2 الضهر عشان الأحداث الأخيرة هنا". وأضاف محمود: "أسعار الإيجارات بالمنطقة مرتفعة بسبب قربها من الجامعة ولا تحتمل أي إغلاق"، وتابع: "أنا من سكان بين السرايات والحياة هنا متوقفة تماما احنا بنروح نجيب أكلنا وشربنا من منطقة أبو قتادة الناحية التانية من المترو، الناس قافلة على نفسها وما بتتحركش"، واستطرد "بعد تأمين قوات الجيش للمناطق المحيطة باعتصام الرئيس المعزول بميدان النهضة وبوابة الجامعة الرئيسية وأمام بين السرايات أصبحت المنطقة آمنة، بقينا نعرف ننام مش زى الأول". فيما يقول محمد طاهر، أستاذ جامعي يسكن وسط "بين السرايات": "المنطقة كبيرة وتطل على شارع الجامعة وشارع التحرير"، وأوضح أن "المنطقة المحيطة بالجامعة هي التي تأثرت بالأحداث فقط، لذلك يعاني سكانها في تنقلاتهم وحركاتهم اليومية بالإضافة إلى خوف أصحاب المحلات والتجار والمطاعم من إعادة فتح المحلات في ظل هذه الأحداث"، وأضاف: "المعتصمون بميدان النهضة تسببوا في قتل 4 من أبناء بين السرايات لذلك يحاول أهاليهم التعرض للمعتصمين ومحاولة الاعتداء عليهم وهو ما أدى لوقوع اشتباكات دامية الأسبوع الماضي لكن قوات الجيش تحكم سيطرتها الآن على منطقة الاعتصام بالكامل وتحمي المعتصمين من القتل".