قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية إن الرئيس محمد مرسي وجماعته لم ينجحوا في إدارة شؤون البلاد وأهدروا فرصة لقيادة مصر نحو الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير، وهم الآن يزيدون الأمر سوءًا بدعوتهم لانتفاضة شعبية جديدة لأن هذا سيدفع الجيش لمزيد من التصعيد المقلق ضدهم. ورأت الصحيفة أن على الإدارة الامريكية أن تدفع بقوة كل القوى المصرية لتسوية سلمية تبدأ بتشكيل حكومة مؤقتة تضم كل الأطياف ولا تستبعد الإسلاميين، وأشارت أن إدارة أوباما فى موقف حساس دفعها لعدم وصف تدخل الجيش ضد "مرسي" حتى لا تضطر لقطع المعونات العسكرية والاقتصادية (1.5 مليار دولار) عن بلد يلعب دورا حيويًا في استقرار المنطقة وأحسنت صنعا بالانضمام للاتحاد الأوروبي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى إدانتها للعنف. أكدت الصحيفة أن الدرس المستفاد من الربيع العربي هو أن الاستثمار في القادة الاستبداديين لا يمنح الاستقرار على المدى الطويل المدى، وأن واشنطن وإن كانت لا تستطيع التحكم في مستقبل مصر، لكن عليها أن تقوم بدور أفضل باستخدام نفوذها لتشجيع كل القوى وعلى رأسها الجيش لصياغة دستور قويم وإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة. وتابعت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن نفوذ واشنطن في مصر يتجاوز التهديد بقطع المعونة لأنها تستطيع أن تقود جهودًا دولية لإنقاذ مصر من الانهيار الاقتصادي. وأوضحت الصحيفة أن أوباما كان مجبرا على التعامل مع مرسي باعتباره كان رئيسيًا منتخبا لكنه سرعان ما أقصى العلمانيين والمعتدلين، وأشارت الصحيفة لجهود كثيرة لأوباما خلف الكواليس للتقريب بين مرسي ومعارضيه لكنها لم تنجح. وقالت صحيفة "الفايننشال تايمز" إن الولاياتالمتحدةالأمريكية محل انتقاد الجميع في مصر فأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يعتقدون أن واشنطن أعطت للعسكريين الإشارة الخضراء للاستيلاء على السلطة، ومعارضو الإخوان" يتهمونها بتشجيع الجماعة في توجههم الذي يصفونه بالديكتاتوري، بينما منتقدو "أوباما" فى الداخل يتهمونه بأنه لم يتحرك بشكل فعال فى مصر وأن واشنطن تفقد من نفوذها بالشرق الأوسط. وترى الصحيفة أن الولاياتالمتحدة مع ذلك يبقى لها نفوذ في مصر بإمكانها أن تستخدمه لمساعدة المصريين على الخروج من ازمتهم، ويتمثل هذا النفوذ في علاقتها بالجيش، كما يمكنها دعم الحكومة المقبلة عن طريق قرض صندوق النقد الدولي. وتقول الصحيفة إن الإدارة الأمريكية، التي تجنبت وصف ما حدث فى مصر بالانقلاب ويرفض بعض أعضاء الكونجرس قطع المعونة عنها، وضعت لائحة مبادئ ستطلب من العسكريين في مصر احترامها لاستئناف ضخ المساعدات، وهي العودة السريعة إلى الانتخابات، ووقف الاعتقالات السياسية، وحملات القمع ضد وسائل الإعلام، وكذلك إشراك الإخوان المسلمين في العملية السياسية. أما صحيفة "الجارديان" فقالت إن المصريين في هذه الظروف العصيبة لا يكادون يتفقون على فكرة واحدة، ولكن القليل فقط يجادلون في أن ما حصل أمام دار "الحرس الجمهوري" مؤشر على أن مستقبل البلاد أصبح محل شكوك، وأن قضية عزل محمد مرسي عن الرئاسة تم طيها. وتتابع الصحيفة أنه إذا كانت عودة مرسي للرئاسة غير محتملة، فإن قتل المتظاهرين زادت من الاستقطاب في المجتمع المصري، وتضيف أن الوعود بمرحلة انتقالية سريعة تتولى بعدها حكومة مدنية السلطة في البلاد لا يمنع من أن يبقى الجيش في الخلفية دائما، كما أن الدعوة للمصالحة لا ينظر إليها في الخارج بعين الثقة، ويعتقد المحللون، حسب الجارديان، أن تشكيل حكومة خالية تماما من الإسلاميين يعقد الوصول إلى المصالحة. واكتفى موقع الإذاعة البريطانية "بي بي سى" بالتأكيد على موقف البيت الأبيض الذي رفض أول أمس وصف عزل "مرسي" ب "الانقلاب"، أو وقف المساعدات لمصر، ونقلت عن المتحدث الرسمي "جاي كارني" قوله إن الولاياتالمتحدة بحاجة "لمراجعة ما حدث" ومراقبة الجهود الساعية إلى انتهاج طريق ديمقراطي لا إقصائي. واستدرك قائلا: "إننا نعتقد أن قطع المساعدات ليس في صالح الولاياتالمتحدة". أما مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فقالت إن الحرب الإعلامية في مصر لا تقل سوءا عن الحرب في الشوارع وأن الانقسام الإعلامي على أشده والجو مليء بالكراهية والشحن بين مختلف القنوات واتجاهاتها ما يهدد أي أمل في التوصل إلى أرض مشتركة بين الفرقاء، واستشهدت المجلة بما حدث في المؤتمر الصحفي الذى تحدث فيه المتحدث الرسمي العسكري أول أمس والذى طالب فيه كثير من الصحفيين إخراج مراسل قناة الجزيرة القطرية الداعمة لحكم محمد مرسى والمتعاطفة مع الإخوان. واضافت المجلة أن ال"سي إن إن" أيضا اعرضت لانتقادات واسعة في مصر بسبب اتهامها بالانحياز للإخوان بالانقلاب، وأكدت المجلة أن الإعلام المصري، كالمصريين انفسهم، كأنه في عالمين مختلفين فهناك أيضاً الاعلام المعارض الذي لا يعترف بالمؤيدين مثل جريدة الجمهورية،بحسب المجلة، والآخرين الذين لا يعترفوا بالمعارضة مثل جريدة "الحرية والعدالة" التابعة لجماعة الاخوان المسلمين التي تنشر صورا لأطفال قتلى من سوريا زاعمه أنهم من ضحايا أحداث الحرس الجمهوري.