قضت «الوطن» ليلة داخل مستشفى قصر العينى القديم ومعهد ناصر، أثناء استقبال حالات الوفاة والإصابة، التى سقطت فى أحداث ماسبيرو وميدان عبدالمنعم رياض وحى المنيل مساء أمس الأول، خلال المواجهة الأخيرة بين الإخوان والشعب. فى مستشفى معهد ناصر، انسحاب شرطى كامل ولجان شعبية إخوانية تصطف حول السور الحديدى، حتى الفجر، بعدما فضل أنصار المعزول علاج مصابيهم داخل المستشفى، بعيداً عن الأهالى، خوفاً من اعتداءات جديدة أو كمائن أمنية للقبض عليهم، اللجان الأمنية الإخوانية التى حملت الشوم والعصى الحديدية، منعت مراسلى الصحف من دخول المستشفى بحجة «إحنا أهل الميت والإعلام فاسد ومضلل»، حتى إنهم كانوا يتأكدون مراراً وتكراراً من أقارب المتوفى أو المصاب. طبيب بقسم الطوارئ، قال ل«الوطن»، إن عدد المتوفين المنتمين لأنصار المعزول 13 فى اشتباكات عبدالمنعم رياض ومنطقة المنيل، وأن الإخوان كانوا يجبرون سيارات الإسعاف على جلب الحالات إلى معهد ناصر نظراً لأنها تحت سيطرتهم. وقال أحد أطباء مستشفى قصر العينى القديم، إن هناك أكثر من 70 حالة وصلت إلى المستشفى مساء أمس الأول، إثر اشتباكات كوبرى 6 أكتوبر والمنيل، بينها 5 وفيات، بإصابات مباشرة بالرصاص الحى فى الصدر والقلب، إلى جانب عدد من إصابات الخرطوش، وهناك حالات خطرة دخلت غرف العمليات مباشرة. عدد من الشباب هنا هاجموا أحد المصابين المنتمين للإخوان، داخل غرفته، واعتدوا عليه بالضرب وحلقوا لحيته، بينما تجمع عدد كبير من أهالى المنيل، أثناء إجراء عمليات جراحية لذويهم، وقال محمد ابن عم المصاب محمد جمال البالغ من العمر 17 سنة، إنه أصيب بطلق رصاص حى فى الركبة، أثناء مرور عدد من الإخوان على كوبرى الجامعة. الإخوان كانوا ماشيين فى مسيرة، والأهالى كانت عاملة لجان شعبية، فوجههم الأهالى للعودة، لكن الإخوان كان معهم أسلحة نارية، فراحوا يطلقون النار على اللجان الشعبية، وقال مجدى كرم إن والده أصيب بطلق نارى فى القلب، كما أصيب أخوه الأصغر بطلق نارى فى القدم، أثناء وجودهما فى اللجان الشعبية بالمنيل «والدى كان بيجرى علشان يجيب أخويا الصغير، وبدأ ضرب النار عليهم وهما واقفين، بعد ما هو رجع، أخويا رجع تانى، وقال أنا هارجع أقف مع الناس فى اللجان الشعبية، وفى أثناء ذلك تم إطلاق النار على والدى وأصابته رصاصة فى القلب، أخويا راح يشوفه تم إطلاق عليه النار على قدمه». حسن شعبان، قريب أحد المصابين، تساءل: مَن المستفيد مما يحدث؟ وقال: «الإخوان كانوا فى مسيرة من جامعة القاهرة إلى كوبرى الجامعة، وفى أيديهم أسلحة نارية، وأثناء مرورهم تعمدوا الاحتكاك بالأهالى فى اللجان الشعبية، وبدأت الاشتباكات، فيما لم يوجد على مدار ساعات أحد من رجال الشرطة أو الجيش للدفاع عنا». شاب لم يتجاوز 22 عاماً، توقف عن عمله فى إحدى شركات نقل الأموال التقط طرف الحديث معلقاً: «إحنا ما بقيناش نعمل أى حاجة فى حياتنا غير إننا نطلع جنازات وندفن ناس»، وأضاف: أريد أن أعلم مَن المستفيد، المواطن الغلبان هو المتضرر من كل ما يحدث، كل من هم فى السلطة حكموا أو سيحكمون هذا البلد، لا أحد يهمه مصلحة الناس، «إحنا فقدنا الأمان خلاص فى البلد، لأننا بقينا نمسك سلاح، ومحدش هيجيب لينا، مش هنشتريه من بره، الأمهات أصبحت مذعورة فى البيوت وبيخافوا إن ولادهم يخرجوا».