أكدت الأممالمتحدة أن قوات النظام السوري كثفت غاراتها على مدينة حمص وسط سوريا، في وقت فشل مجلس الأمن الدولي في تبني أي بيان يطالب بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة بسبب معارضة روسيا. ورفضت روسيا الموافقة على نص البيان الذي تقدمت به أستراليا ولوكسمبورج، معتبرة أنه "يكيل بمكيالين"، وطالبت بأن يتطرق أيضا إلى مدن أخرى تحاصرها قوات تابعة للمعارضة السورية وليس إلى حمص وحدها التي تحاصرها قوات النظام. وقد وضعت أستراليا ولوكسمبورج، أمس، حدا لأيام عدة من المفاوضات، وفق دبلوماسيين. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة "تفيد المعلومات التي تلقيناها بأن حي الخالدية يتعرض لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى ويشمل القصف الآن غالبية الحي القديم من المدينة"، مضيفا أن رئيسة مفوضية حقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي "قلقة جدا" لتداعيات هجوم قوات النظام على مدينة حمص. ويطالب مشروع البيان الحكومة السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى حمص والسماح للمدنيين بالخروج منها. وأرسلت أستراليا، أمس، رسالة إلى الأعضاء ال14 الآخرين في مجلس الأمن معربة عن "خيبتها" إزاء غياب الاتفاق على نص ينهي المفاوضات، وفق ما أفاد دبلوماسيون. إلا أن روسيا أوضحت أنها عرضت نصا آخر يطالب بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية ليس إلى حمص وحدها بل أيضا إلى مدينتي نبل والزهراء، وهما بلدتان شيعيتان محاصرتان من قوى المعارضة قرب حلب. وقال متحدث روسي "نأسف لتجاهل الاقتراحات التي تقدمنا بها"، مضيفا "يتم الكيل بمكيالين في هذا النص وهو لا يتضمن إشارات كثيرة إلى الأمور الإنسانية"، مشيرا إلى مدنيين "تحتجزهم مجموعات إرهابية في حمص وتستخدمهم كدروع بشرية". ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في مارس 2011، عارضت روسيا كل القرارات التي تنتقد حليفها النظام السوري واستخدمت حقها في النقض على قرارين دوليين في هذا الاتجاه.