طالب عدد من شباب تنظيم الإخوان، الرئيس محمد مرسى، بالرحيل فوراً، وترك حكم مصر، بعد خطابه الأخير مساء أمس الأول، مشيرين إلى أن سبب بقائه هو خوف التنظيم من تكرار تجربة 1954، والزج بهم فى السجون. وقال محمد فرج شعبان، أحد الكوادر الشبابية للتنظيم فى المنوفية: «مرسى عليه الرحيل فوراً عن حكم مصر، وأن يتحمل مسئولية دماء الشباب الذين قُتلوا فى معركة باطلة، لا ذنب لهم فيها سوى أنهم ظنوا أن الإخوان قادرون على حكم البلاد باحترافية بعيداً عن أى معوقات تقابلهم». وأضاف ل«الوطن»: «لم تعد هناك أى جدوى من النقاش حول بقاء مرسى من عدمه، خصوصاً أن الاستمرار فى الحكم سيكون على جثث أبناء الإخوان، والجماعة تحاول أن ترسل رسائل تخويف إلى أبنائها لضمان حشدهم فى الشوارع، لمقابلة الموت بصدور عارية من أجل كرسى الحكم». وقال معتز محمد، أحد الكوادر الشبابية لتنظيم الإخوان، إن التنظيم لم يعد يفكر فى جدوى بقائه فى الحكم من عدمه، وأدرك جيداً فى النهاية أن استمراره فى الحكم أصبح مستحيلاً، وحتى لو انتصر فى معركته الحالية، لن يستطيع حكم البلاد فى ظل «تمرد» كل الأجهزة السيادية عليه، فضلاً عن قطاعات كبيرة من الشعب المصرى. مضيفاً: «قيادات الإخوان تخشى من تكرار تجربة 1954، حينما طالب عبدالقادر عودة، القيادى الإخوانى المتظاهرين فى ميدان عابدين بالرجوع إلى بيوتهم، وتم بعدها اعتقال وقتل وتعذيب قيادات الإخوان فى السجون، والآن على الرغم من وجود تفاوض لخروج آمن لقيادات الجماعة، وعلى رأسهم مرسى، وترك المشهد السياسى لمدة 5 سنوات مقبلة حتى تهدأ الأوضاع، فإن الإخوان يتخوفون من مجزرة يمكن أن تطالهم». وشدد معتز على أن الإخوان يتخوفون من الزج بقياداتهم فى السجون بتهمة قتل المواطنين السلميين، وتلفيق قضايا جنائية لهم، وهو ما ينهى تاريخ ومستقبل التنظيم إلى الأبد. من جانبه، قال الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان، فى كلمته من أعلى منصة «رابعة العدوية» المؤيدة ل«مرسى»: «يقولون امشوا من أجل حقن الدماء، ونقول لهم نحن مشينا فى الخمسينيات، وسالت بعدها دماؤنا داخل السجون، وتعرضنا للتعذيب طوال 60 عاماً». فى سياق متصل أعلن أعضاء تنظيم الإخوان وحلفاؤهم المعتصمون بميدان رابعة العدوية، استعدادهم لتقديم أرواحهم لمواجهة أى انقلاب على ما سموه «الشرعية»، وشهد الميدان حالة استنفار عامة استعداداً لأى بيانات مرتقبة للقوات المسلحة بشأن خريطة الطريق التى أعلن عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، كما كثفت مجموعات الردع التابعة للإخوان وجودها بمداخل ومخارج الميدان تحسباً لأى هجوم مرتقب بعد الأحداث التى شهدها ميدان جامعة القاهرة، فيما أصدر التنظيم أوامره للأخوات بمغادرة الميدان تحسباً لوقوع اشتباكات. وشهد الميدان حدوث حالات إغماءات بين صفوف المتظاهرين بسبب ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذى دفع البعض للاختباء داخل الخيام هرباً من حرارة الشمس، وحمّل المتظاهرون فى أحاديثهم الجانبية، الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، مسئولية الأزمة الحالية التى تمر بها البلاد بسبب فشل حكومته فى حل مشاكل المواطنين اليومية، وقال البعض: «كان يجب إقالة الحكومة منذ بداية الأزمة وتعيين شخصية قادرة على التعامل مع الوضع الاقتصادى السيئ، وتتمتع بتوافق وطنى». واعتدى المتظاهرون على معدات التليفزيون المصرى، وكادوا أن يفتكوا بالمراسلين التابعين له، بحجة تزييف الحقائق والادعاء بأن أعدادهم قليلة، إلا أن بعض شباب الإخوان تدخلوا لتشكيل دروع بشرية لحماية السيارة التابعة للتليفزيون من المتظاهرين الغاضبين، وهتف المتظاهرون: «اكذب ساعة اكذب مية.. تليفزيون ضد الشرعية». وفى ميدان النهضة، استمر اعتصام أعضاء الإخوان وأنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، وقالوا إنهم مستعدون للتضحية والشهادة فى سبيل الله دفاعاً عن «مرسى». وشهد ميدان النهضة عودة المئات من أسر الجماعات الإسلامية إلى منازلهم بعد اشتباكات أمس الأول، التى أسفرت عن حرق عشرات السيارات ومقتل وإصابة كثيرين، وأكد متظاهرون ل«الوطن» أن كثيراً من المعتصمين هرولوا أمس إلى منازلهم بعد الاشتباكات التى نشبت والتى وجد فيها الجيش والشرطة، وهتف المتظاهرون: «يا سيسى يا سيسى.. مرسى هو رئيسى» ولوحظ وجود العديد من متظاهرى رابعة العدوية قادمين لحماية الاعتصام لحين زيادة الأعداد.