«الدنيا ضلمة كده ليه؟.. مش شايفين حاجة».. عبارة يرددها كل من يدخل محطة مترو «العتبة»، فالظلام يخيم على مداخل المحطة وسط استياء جميع الركاب الذين لم يجدوا تفسيرا سوى أن «الكهربا مقطوعة». «معقول النور مقطوع بقاله 3 أيام فى المحطة».. عبارات أخرى يرددها من أدهشه بقاء المحطة بلا إضاءة طوال 3 أيام، وهؤلاء اعتقدوا فى البداية أنه إهمال من قبل موظفى المحطة، لكنهم اندهشوا عندما علموا أن إظلام المحطة هو جزء من خطة يتبعها جهاز مترو الأنفاق لتطفيش الباعة الجائلين من المحطات. عدد من الركاب دفعهم الفضول لسؤال ضباط شرطة المترو، فكان ردهم «اسألوا ناظر المحطة.. إحنا مالناش دعوة»، ناظر المحطة برر إظلام المداخل والمخارج بقوله: غلبنا معاهم -يقصد الباعة الجائلين- عاملين زى الجراد مش عارفين نعمل معاهم إيه؟.. بعد عدة محاولات سلمية لإبعادهم من المداخل والحفاظ على المحطة باعتبارها منشآت حيوية فى الدولة ويجب حمايتها، فوجئنا أن الباعة يتعاملون معنا باعتبار أن المحطة ملكهم، مما يؤثر على مستواها سواء فى الخدمات أو النظافة، فجاءتنا تعليمات من مجلس إدارة مترو الأنفاق نطفى النور. أحد موظفى المحطة يتدخل قائلا: «يعنى هنعمل إيه الشرطة مابتعملهمش حاجة إحنا الموظفين هنقف لهم دول بلطجية». خطة الظلام نجحت بالفعل فى تطفيش الباعة من المحطة، عدا ذلك المتسول الذى استقر فى مساحته التى اعتادها على السلالم المؤدية إلى داخل المحطة، وكأن الباعة يبعثون برسالة إلى جهاز المترو «راجعين».