تحولت منطقة الأعصر بدمياط، الكائن بها مقر جماعة الإخوان المسلمين، من مكان آمن يحتضن مقر الجماعة، ويحصنه ضد أي أعمال عنف أو تظاهرات ضد، إلى أشد الأحياء رفضا لمرسي، حيث خرجت منها مظاهرات منددة مطالبة بسقوط حكم الجماعة والنظام الفاشي بأكمله، بعدما أصبح متاجرا بالدماء قاتلا لا يخشى سوى ضياع المنصب، بحسب جيران الجماعة في المنطقة، الذين رددوا: "يا حنان يا منان خلصنا.. من حكم الإخوان"، و"ارحل يعنى امشي.. يا اللي مابتفهمشي". من جانبه يقول عصام أبومصطفى صاحب معرض سيارات، "نحن نرفض وجود مقر الجماعة بيننا ولن نسمح لهم بالتواجد وسطنا مرة أخرى". وأشار أبو مصطفى إلى أن القيادي بالإخوان صابر عبدالصادق يعيش معهم منذ فترة طويلة إلا أنه يرفض التعامل مع غير أعضاء الجماعة. وشدد أبومصطفى على أن شباب الأعصر كانوا يقوم بحماية المنشآت وخطوط الغاز والكهرباء من الانفجار وليس الإخوان. وعن الاتهامات التي باتوا يكيلوها لشباب الأعصر وأهالي المنطقة، من وصفهم بالبلطجية لتظاهرهم الآن ضد الإخوان، قال أبومصطفى "هما الإخوان كده مش جديد عليهم.. شايفين كل من هو معارض لهم بلطجي وفلول"، و"تساءل هل ال 35 مليون مواطن اللي في شوارع مصر ضدهم بلطجية وفلول". وأكد أبومصطفى أن مقر الجماعة كان مليئا بالسلاح الذي كانوا يستخدمونه في الاعتداء على معارضيهم، مشيرا لرفضهم فتح مقر الجماعة مرة أخرى خاصة وأنهم مرفوضين منا، فقد كانوا يؤجرون بلطجية للاعتداء على المتظاهرين، فمنذ رحيلهم هدأت المنطقة ولم نعد نشاهد الاعتداءات والإصابات التي كنا نشهدها فى وجودهم وضرب النار، ورائحة الغازات التي كنا نستنشقها ليل نهار. ويقول جرجس عبدالشهيد، تاجر: "أشعر للمرة الأولى أن مصر قد عادت من جديد للمصريين مع الثورة المجيدة فمنذ رحيلهم من الأعصر وقد هدأ الوضع كثيرا وأصبحنا لانشهد اقتتال واعتداء كما كنا نشاهد من قبل". ويضيف جرجس قائلا "ما ارتكبه مرسي وجماعته من أخطاء في حق المصريين سيكون بمثابة درسا قاسيا لكل من يفكر أن يحكم مصر بذات المنطق"، واتهم جرجس الرئيس مرسي بالمسؤولية الكاملة عن نزيف دماء الجانبين، بعدما عمل على تقسيم الشارع السياسي المصري. وأكد جرجس أن معارضي جماعة الإخوان الآن هم أول من حموا مقر الجماعة في ثورة يناير خشية الاعتداء عليها. وقال فاطمي الغريب، إنه لا يوجد مشكلة من عودة الإخوان لمقرهم بدمياط، شريطة تحديد هويتهم السياسية والدينية دون خلط بين الدين والسياسية، فيما رفض بلبل زهرة بقال، إن فتح مقر الجماعة مرة أخرى، قائلا "وجودهم يعني القتل وضرب النار ليل ونهار والاستعانة بالبلطجية للاعتداء على المعارضين". من جانبها تقول تسنيم علي، من جيران الجماعة "أنا رافضة وجودهم أصلا، وليس مكتبهم فقط، فطوال فترة وجودهم بالمنطقة كنا نضطر نغلق محلاتنا ومنازلنا خشية تعرضنا للاعتداء، علاوة على خوفنا من مجرد المرور في الشارع حال وجود تظاهرة ضدهم لأن هذا كان يعني أن حربا طاحنة ستقع". وتساءلت على ما قدم مرسي للشعب المصري سوى الخراب والدمار والقتل، فكلما تحدث لنا يقول النظام السابق ولما لا يلقي القبض على الفاسدين من النظام السابق. وعن الاتهامات الموجههة من قبل الإخوان للمعارضة بالتمويل والبلطجة، قالت "على هل كل الشعب المصري ممول وعميل عشان بيعارضكم، ولكن رأس مال الشاطر ومالك ما مصدره؟". الجدير بالذكر أن مقر الجماعة الكائن بمنطقة الأعصر بعمارة الشرق للتأمين، تم افتتاحه بعد الثورة رغم شراءه منذ عشرين عاما، وأغلق بعد اشتباكات دامية استمرت لشهور متتالية ترتب عليه المئات من المصابين وتم إغلاقه بعد الإعلان الدستوري.