شاهد المعتصمون بميدان الشهداء خطاب الرئيس مرسي من خلال شاشة عرض كبيرة، وكانت الهتافات التي أعقبت الخطاب "ارحل.. ارحل"، وعبر البعض أثناء المشاهدة عن استيائهم من طول فترة الخطاب، وعدم وضوحه. وقوبل خطاب مرسي بتجاهل من قِبل المتواجدين في ميدان الشهداء بكفرالشيخ، ميدان الاعتصام منذ 30 يونيو، حيث عبروا عن استمرار وجودهم في الميدان حتى رحيل نظام الإخوان بالكامل، بحسب مصطفى الحمادي، أحد أعضاء حزب الدستور، الذي أكد أن مرسي متعطش إلى الدماء التي يظن أنها ستحفظ مكانته في الكرسي "نسي مبارك إنه مع أول قتيل سقطت شرعيته، ومرسي في عهده سقط ضحايا كتير". وعبر عدد من الأسر التي كانت موجودة في الميدان عن استغرابها الشديد من الخطاب، حيث قال إسماعيل الدسوقي، إنه جاء وأسرته إلى ميدان الشهداء، وفي قناعته أن اليوم هو آخر أيام مرسي، وحين علم أن هناك خطابا سيلقيه مرسي، قفز لذهنه خطاب تنحي مبارك، فقرر أن يستمر هو وزوجته وأولاده في الميدان، ليحتفلوا جميعاً، لكن الخطاب الطويل، على حد وصفه، أصابهم بخيبة أمل، وقلق من حرب أهلية على المحك، يبدي عزمه على الاستمرار في النزول للدفاع عن الشرعية "الشرعية في الشارع بالمعترضين.. مش بالدم" ويطالب الجيش وعلى رأسه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بسرعة التدخل لإنقاذ البلاد من ويلات حرب الشوارع، ويقول إنه شاهد مظاهرات الإسلاميين تطوف شوارع كفرالشيخ في الصباح، وكيف كان العدد الخاص بهم ليس هيناً، ويشير إلى بعض المعتصمين في الميدان عند الأطراف وكيف يستعدون بالعصي والحجارة تحسباً لأي هجوم من الإسلاميين. جدير بالذكر أنه عقب تغريدة مرسي عبر حسابه على "تويتر"، وإعلانه تمسكه بالشرعية ومطالبته القوات المسلحة بسحب بيانها، طافت شوارع كفرالشيخ، سيارات ملاكي، مثبت عليها ميكروفانات، وهتفت "انزل يا سيسي.. مرسي مش رئيسي". وفي مطوبس، إحدى مدن كفرالشيخ لم يختلف الحال كثيراً عن المحافظة، حيث خيمت حالة من الإحباط الشديدة على الأهالي المعتصمين أمام مجلس المدينة، حيث توقعوا أن الخطاب سيكتب فصل النهاية في حكم الإخوان، وينتحى مرسي، بحسب محمد سلطان، أحد منسقي حملة تمرد بالمدينة، الذي أشار إلى أن طريقة مرسي في الخطاب، توحي بتلويح ما يحدث في سوريا، يقول: "فكرني بمبارك لما قال أنا أو الفوضى، بس مرسي قال أنا أو الإرهاب". ويندهش محمد من التجاهل الكبير من قِبل مرسي للأعداد التي لم يسبق لها مثيل في العالم، وبدا كأنه يريد الحفاظ على كرسيه وجماعته، يشكر سلطان الجيش، ويلفت إلى أنه أثبت وطنيته وانحيازه للشعب ومعالجته لأخطاء الفترة الانتقالية السابقة للمجلس العسكري التي سلمت مرسي مقاليد البلاد، ويؤكد أن الناس هي الشرعية الحقيقية، وسيظلون بشوارع كفرالشيخ وميادينها، حتى يتم "جلاء الإخوان ومرسي عن مصر"، بحسب تعبيره.