أعلنت حملة «تمرد» فى الولاياتالمتحدة أن محمد مرسى لم يعد رئيساً لمصر، واعتبرت أن خروج الملايين من المصريين للمطالبة برحيله جرّده من شرعية الرئاسة. وواصلت الجالية المصرية وحملة تمرد تظاهراتها الحاشدة أمس فى عدة مدن أمريكية، ففى نيويورك تظاهر المئات أمام مقر الأممالمتحدة وكان الهتاف الرئيسى «إحنا السُنّة وإحنا الفرض.. إحنا الشعب أصحاب الأرض»، فى إشارة إلى رفض تسييس الدين من النظام الحاكم فى مصر. وقالت الدكتورة هناء إبراهيم، منسقة «تمرد فى نيويورك»، إن الهدف من التظاهر أمام مقر الأممالمتحدة فضح نظام الإخوان دولياً، مؤكدة أن مطالب أبناء الجالية المصرية هى نفسها مطالب الشعب المصرى وعلى رأسها إنهاء حكم الإخوان ورحيل مرسى. فيما قالت الناشطة عبير الشاطبى، إن مرسى منذ اليوم الأول لم يكن رئيساً لكل المصريين، والآن جاءت لحظة الحقيقة وظهر للعالم أن مصر بلا رئيس، فمرسى كان ممثلاً للإخوان فى مؤسسة الرئاسة وهو الدور الذى لم تعد كرامة المصريين تتقبله، وقالت ساخرة «مصر ومرسى dont mix»، فى إشارة إلى ضعف اللغة الإنجليزية للرئيس والذى ظهر أثناء لقائه مع الجالية المصرية فى ألمانيا. أما الناشطة السياسية غادة بدراوى فقالت إن على الإدارة الأمريكية أن توقف دعمها لنظام الإخوان الفاشى فى مصر، وإن على الرئيس أوباما أن ينحاز إلى مطالب الشعب المصرى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وفى واشنطن، واصلت الجالية المصرية تظاهراتها لليوم الثانى على التوالى، ورفعت لافتات تشير إلى دعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما للإرهاب المتمثل فى جماعة الإخوان. واعتبر عدد من المشاركين أن الولاياتالمتحدة ستكون مجبرة على تعديل سياساتها تجاه مصر وإنهاء تحالفها مع الإخوان حفاظاً على مصالحها، وقالت شيرين النجار، عضو لجنة الدفاع عن الحقوق العربية ل«الوطن»: على مدار الشهر الماضى ومنذ بزوغ نجم حملة تمرد تحركنا كجالية مصرية باتجاه الإدارة الأمريكية والتقينا مسئولين داخل الإدارة ونواب بالكونجرس، وقلنا لهم إنكم تدعمون نظاماً غير ديمقراطى، وإن الديمقراطية لا تعنى الوصول للسلطة عبر الصندوق فقط، ولكن الفيصل هو الممارسة، فهتلر النازى وصل للسلطة عبر الانتخابات وتعامل مع الديمقراطية على أنها مجرد تاكسى للسلطة أحرقه فور الوصول لها». وأضافت: «دائماً ما كانت ردود الأمريكان علينا أن مرسى يقف خلفه ملايين، وأن الإخوان هم الكتلة الصلبة الواضحة فى الساحة المصرية، ولكن بعد خروج الملايين فى شوارع وميادين مصر سقطت كذبة سيطرة الإخوان على مصر». وحول موقف الإدارة الأمريكية والتى عبرت عنها تصريحات الرئيس أوباما بدعم التظاهرات السلمية فى مصر، قالت شيرين النجار: «الموقف الأمريكى يعتمد بشكل أساسى على تقارير المخابرات الأمريكية ونقلها لتفاصيل المظاهرات فى مصر وحركة الشارع المصرى ستكون ترمومتر تطور الموقف الأمريكى لأن أمريكا تهمها فى المقام الأول مصالحها، وكانت ترى فى وجود مرسى ضماناً لهذه المصالح، ولكن إذا ما تغير الحال سيتغير الدعم الأمريكى إلى ضغط على مرسى من أجل الرحيل». من جهته، قال الدكتور محمد أبونمر، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية فى واشنطن «إن القرار الأمريكى خلال الساعات القادمة، سيكون من إفرازات المجتمع والشارع المصرى، وأعتقد أن اللحظة التى سيسيطر فيها الجيش، ستتعامل أمريكا بشكل براجماتى مع أى تغيير سيفرضه الشارع المصرى». وأضاف: «أمريكا لديها مصالح لن تسمح لها أن تتدهور ويهمها الحفاظ على استقرار مصر لسلامة جيرانها، وسلامة المنطقة بشكل عام ونحن نعلم امتداد تأثير الأوضاع فى مصر بشكل كبير إلى دول المنطقة». وفى السياق نفسه، أعلن «تحالف المصريين الأمريكيين» فى بيان له أمس تضامنه الكامل مع حركة تمرد باعتبارها حركة ديمقراطية شعبية وسلمية تستهدف التعبير عن رأى غالبية الشعب المصرى التى تصر على سحب الثقة من الرئيس مرسى باعتباره ممثلاً لتنظيم الإخوان وليس للشعب المصرى بكامله، وهو ما أثبتته الأحداث بما لا يدع مجالاً للشك.