قُتل 80 شخصا على الأقل وأصيب 350 آخرين بتفجير سيارة مفخخة، صباح اليوم، في الحى الدبلوماسي وسط العاصمة الأفغانية "كابول"، والذي يضم عدة سفارات أجنبية ومقرات حكومية، في الوقت الذي فرضت الشرطة الأفغانية طوقا أمنيا قرب مكان التفجير، لمباشرة التحقيقات. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن الانتحاري فجر آلية محشوة بالمتفجرات في ساحة زنبق. وأفادت، في بيان، أن "أكثر من خمسين سيارة دمرت أو تضررت"، كما دعت الوزارة المواطنين إلى التبرع بالدم، مؤكدة أن المستشفيات "بحاجة ماسة" إلى الدم. السفارة المصرية تتعرض لأضرار.. و"واشنطن" تحذر مواطنيها من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبوزيد إلى أن الانفجار الذي وقع بالحي الدبلوماسي كان شديدا، حيث أسفر عن أضرار كبيرة بزجاج ومبنى السفارة المصرية وسكن السفير، فضلا عن إصابة أحد حراس أمن السفارة نتيجة تطاير شظايا الزجاج، مؤكدا متابعة وزارة الخارجية لتداعيات الحادث على مدار الساعة للاطمئنان على أعضاء السفارة المصرية وتقييم الأضرار. وأوضح دبلوماسي بالسفارة، ل"الوطن"، أن "النوافذ وبعض الأبواب وبعض المكاتب في السفارة تهشمت، ودار سكن السفير مهاب نصر، إضافة لبعض التلفيات والتصدعات في مبنى السفارة ودار السكن"، وتابع: "ما حدث شيء بشع جدا، لكن لا يوجد قتلى أو جرحى في طاقم السفارة، والتفجير هو أقوى انفجار بعد تفجير أم القنابل الشهر الماضي"، مستبعدا وجود استهداف مباشر للسفارة المصرية. وعقب الأنفجار، قالت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية مارييل دى سارنيز، إن مبنى السفارة الفرنسية تضرر جراء التفجير، في حين لم تشر إلى وقوع ضحايا أو مصابين. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل أن موظفي السفارة الألمانية أصيبو جراء الانفجار الذي وقع بالقرب من السفارة، فضلا عن مقتل حارس أفغاني في السفارة. كذلك أدى الاعتداء إلى تحطم زجاج السفارة اليابانية وقال مسؤول في الخارجية اليابانية في طوكيو لوكالة فرانس برس "أصيب اثنان من العاملين في السفارة اليابانية بجروح طفيفة" نتيجة شظايا الزجاج، كما أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية تضرر مبنى سفارتها في العاصمة الافغانية، دون وقوع ضحايا أو مصابين. وأعربت الوزارة عن تضامن دولة الامارات مع أفغانستان "من أجل القضاء على عناصر الأجرام والإرهاب"، مشددة على "موقف الامارات الثابت الرافض للارهاب بكل صوره واشكاله". وأعلنت شبكة "بي بي سي" البريطانية، مقتل سائقا افغانيا يعمل لديها وأصابة 4 من صحافييها في الاعتداء. وندد الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، بالتفجير الإرهابي، وحث المجتمعين الدولي والإسلامي على التحرك ضد من وصفهم بداعمي الإرهاب. ونقل بيان الرئاسة الأفغانية عن "غني" قوله: "ننتظر من بلدان العالم وبخاصة الدول الإسلامية ممارسة ضغوط على منابع والمراكز وداعمي المجموعات الإرهابية، وبأن لا يسمح لهم باستعمال الإرهابيين كأداة سياسية ضد الدول". وأضاف البيان: "الإرهابيون لم يتوقفوا عن قتل وارتكاب المجازر بحق الأبرياء العزل حتى في شهر رمضان المبارك". ولم تتبن أي جهة، حتى الآن، مسؤولية الهجوم، إلا أن حركة طالبان الأفغانية نفت مسؤوليتها في بيان. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن "مقاتلي الحركة لم يشاركوا، والحركة تدين هذه الهجمات العشوائية التي تتسبب بوقوع خسائر في صفوف المدنيين". وعقب الحادث الأرهابي، أدانت العديد من الدول العربية والأوروبية الحادث منها: الولاياتالمتحدة ومصر وموسكو والأمارات وإيران فرنسا وألمانيا. وأصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول تحذيرا أمنيا جديدا عقب تفجير كابول، تنصح فيه مواطنيها بتجنب السفر إلى تلك المنطقة. وذكر بيان صادر عن السفارة: "الولاياتالمتحدة تذكر جميع المواطنين الأمريكيين بوجود تهديدات خطيرة للسلامة والأمن في مدين كابول وفي سائر انحاء أفغانستان، وعادة ما تخطط الجماعات المسلحة للهجمات ضد المواقع والأفراد الذين يحتمل أن يكون لهم صلات بأمريكا". من جانبها، أدانت موسكو التفجير الإرهابي، مؤكدة عدم وجود مواطنين روس ضمن الضحايا. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم، عن وزير الخارجية الهندي سوشما سواراج قوله "إن جميع العاملين بالسفارة في أفغانستان آمنين".
