أمر إبراهيم فتح الباب وكيل أول نيابة عابدين، بإشراف المستشار عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، بحبس 49 موظفا بوزارة الأوقاف، بعد اقتحامهم مكتب الوزير الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي، اعتراضا على وقف رواتبهم عن شهري مارس وأبريل بسبب تشكك الوزارة في صحة عقود تعيينهم. وجهت النيابة للمتهمين أربعة اتهامات هي التعدي على موظفين عموميين أثناء تأدية وظائفهم حيث تعدوا على حاجب مكتب الوزير وأصابوه بإصابات مختلفة، وإتلاف المباني المعدة للنفع العام، واستخدام القوة والتلويح باستخدام العنف لترويع المواطنين لحملهم على القيام بأعمال لا يلزم بها القانون، والتهديد بالقول لموظفين عموميين بإيذائهم. كشفت تحقيقات النيابة العامة أن الواقعة بدأت بتعيين 49 موظفا بإدارة أوقاف أوسيم، التابعة لوزارة الأوقاف، منذ بداية شهر فبراير، وبالفعل حصلوا على مرتب الشهر الأول، ثم توقفت جهة عملهم عن صرف الرواتب الخاصة بهم لشهرين متتاليين، هما مارس وأبريل، مما اضطرهم إلى التقدم بعدة شكاوى للوزارة، وبعدها علموا أن الوزارة تشككت في صحة استمارات التعيين التي التحقوا من خلالها بوظائفهم، وقدمت بلاغا لنيابة الأموال العامة اتهمتهم فيه بالتزوير في محررات رسمية. قررت الوزارة وقف صرف مرتبات العاملين ال 49 لحين الانتهاء من التحقيق في البلاغ المقدم منها، وثبوت التزوير في عقود تعيين الموظفين من عدمه، وصدور قرار من الوزير بشأن التصرف معهم، مما اضطرهم إلى تجميع أنفسهم، والتوجه إلى مبنى الوزرة للاحتجاج على عدم صرف الرواتب. أضافت التحقيقات أن الموظفين بدأوا منذ مطلع الشهر الجاري في الاعتصام أمام مبنى وزارة الأوقاف وحاولوا أكثر من مرة الوصول إلى الوزير، إلا أن بعض المسئولين كانوا يخبروهم بأن الأمر في طريقه للحل، ويوم الخميس الماضي أخبرهم "جمال فهمي"، وكيل الوزارة ومدير مديريات الأوقاف، بأن المشكلة ستحل، وطلب منهم الرحيل وإرسال من ينوب عنهم يوم الأحد الماضي، لمعرفة قرار الوزير وطمأنهم بأن المرتبات سيتم صرفها. قال المتهمون أمام النيابة أنهم حضروا الأحد، بناء على الموعد الذي أعطاه لهم وكيل الوزارة، إلا أن نفس الشخص أخبرهم بأنه لا مرتبات لهم عند الوزارة وقال لهم أن الوزير هو من بيده التصرف، و "منكم للوزير، أنا ماليش دعوة بحاجة"، فقرروا التوجه لمكتب الوزير شخصيا لمقابلته. أضافوا بأنهم صعدوا إلى مكتب الوزير بعد التغلب على أفراد الأمن الذين حاولوا منعهم من الدخول، ثم أخبروا السكرتارية بأنهم يريدون مقابلته، فردوا عليهم بأنه غير موجود في مكتبه، وهو ما لم يصدقوه، فقرروا الطرق على الباب الخاص به، ثم اندفعوا إلى باب المكتب وقاموا بتحطيمه، والدخول إلى المكتب، والانتظار فيه أكثر من ساعة حتى وصول قوات الشرطة، بعد إبلاغ مديرية أمن القاهرة. أشارت التحقيقات إلى أن قوات الأمن المركزي ورجال المباحث حضروا وحاولوا نصح المتهمين بمغادرة المكتب عدة مرات إلا أنهم لم يمتثلوا وتعدوا على أحد الموظفين ويدعى "إيهاب فوزي جميل" حاجب المكتب الخاص بوزير الأوقاف، وأصابوه بعدة كدمات بالعين والوجه. قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض عليهم وإحالتهم للنيابة العامة، التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات . أفادت معاينة النيابة بوجود تحطيم بزجاج الباب الداخلي لمكتب وزير الأوقاف، وآثار عنف على إطار الباب الخارجي"الحلق" ، بالإضافة إلى وجود زجاج متناثر أمام الباب من الداخل والخارج، ولم يلاحظ وجود آثار عنف على المكتب أو محتوياته من الداخل، وبسماع أقوال الشهود تبين أن الوزير لم يكن موجودا وقت الواقعة واتهموا الموظفين بالاعتداء على الموظف وتهديدهم بالإيذاء والضرب.