قال الحقوقى نجاد البرعى، رئيس المجموعة المتحدة: إن التعذيب فى مصر لم ينتهِ بعد، مؤكداً أنه ليس بالقانون وحده نستطيع أن نطور المجتمع، وأشار إلى أن انتهاء جريمة التعذيب لا يكون إلا إذا اقتنع المجتمع بأنها جريمة، واصفاً إياها بالمشينة. وأضاف «البرعى» أنها لن تنتهى إلا إذا تبرأ المجتمع من أى ضابط شرطة يقوم بتعذيب مواطن، ويجرم ويعاقب على جريمته ويتم لفظه من مجتمعه وأسرته، جاء ذلك خلال المؤتمر الذى عقدته المجموعة المتحدة، بمناسبة اليوم الدولى لمساندة ضحايا التعذيب وبمشاركة قضاة وقانونيين ونخب حزبية وسياسية وفنانين وإعلاميين، مساء الأربعاء، تحت عنوان «انتصاراً للضحايا»، وتم تكريم جريدة «الوطن» لدورها الإعلامى فى الحملة وتغطية كافة فعالياتها. ولفت نجاد البرعى الانتباه إلى أن هناك شيئاً كامناً فى نفوس الناس والمجتمع بأن الحرامى أو الفقير «لازم يضرب»، موضحاً أن دور المجتمع المدنى هو أن يقنع الشخص الذى يعذب الغير بأن التعذيب «عجلة دايرة» من الممكن أن يتعرض له أى شخص فى أى وقت، لذا يجب مناهضة التعذيب واختفاؤه من المجتمع. وأكد «البرعى» أنه بعد ثورة يناير فى 2011 زادت حالات التعذيب داخل أقسام الشرطة، مستنكراً نظرة بعض وكلاء النيابة للضابط الذى يعذب أى مواطن داخل قسم الشرطة باعتباره شقيقاً له وليس باعتباره متهماً ويجب معاقبته. وحول الاحتفال بذكرى «اليوم العالمى لمناهضة التعذيب» الذى يوافق 26 يونيو من كل عام، قال نجاد «البرعى»: إن هذا الاحتفال كان مقدراً له أن يعقد فى اليوم الذى وقعت فيه «أحداث الاتحادية»، وكان آنذاك بمناسبة افتتاح مشروع مناهضة التعذيب الذى تنفذه المجموعة المتحدة، لكنه تم إرجاؤه بعد سقوط ضحايا أحداث الاتحادية إلى اليوم المواكب للذكرى العالمية لضحايا التعذيب. وتم استعراض العديد من حالات ضحايا التعذيب، التى تم توثيقها بالصوت والصورة لمواطنين تم تعذيبهم على أيدى ضباط شرطة، ورصد معاناة ذويهم وأسرهم الذين يعانون من فقدان أحد أفراد أسرتهم بالوفاة إثر التعذيب، أو بإصابته بإصابات بدنية ونفسية قد لا يمحوها الزمن. وأرجع أحمد سيف الإسلام، مدير مكتب هشام مبارك، إن استمرار عمليات التعذيب لعدم وجود إرادة سياسية لدى متخذى القرار فى تقرير مناهضة التعذيب كأولوية أمامه، وتجاهل تطوير جهاز الشرطة، وعدم صياغة دوره وهيكلته بما يحقق أهداف الثورة، وتجاهل تطوير النيابة والقضاء لضمان استمرار أجهزة الدولة لممارستها التطبيقية. واستعرض عبدالحميد سالم تقرير الوحدة القانونية لمساندة ضحايا التعذيب، تحت عنوان «الإفلات من العقاب»، وكشف عن 73 انتهاكاً موزعة على 16 محافظة، تعرض 127 شخصاً لانتهاك تنوع بين القتل والتعذيب، واحتلت محافظة القاهرة العدد الأكبر فى الانتهاكات بإجمالى 25 حالة تليها محافظة بورسعيد حيث حلت بالمرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا.