الثورة ليست قاصرة على ميدان التحرير ولا موثقة على جدران البنايات فى الشوارع فقط، بل موثقة فى أوراق الامتحان. أكثر من مرة يتكرر وضع سؤال عن الثورة ضمن أسئلة امتحانات مراحل التعليم المختلفة، سواء الإعدادى أو الثانوى أو حتى الجامعى، حتى أصبح وجود سؤال من خارج المنهج الدراسى، لا يسبب مشكلة كالتى يسببها سؤال الثورة. البداية كانت فى امتحان مادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الإعدادية بمدرسة «القنايات الإعدادية بنين» بمحافظة الشرقية، حين طلب سؤال التعبير الإجبارى كتابة برقية تهنئة لحزب «الحرية والعدالة»، بعد حصوله على المركز الأول فى انتخابات مجلس الشعب.. كما اشتمل سؤال آخر بقطعة النحو على كلمات تصف الثوار ب«المخربين» وتدعو إلى دعم المجلس العسكرى. على النهج نفسه، كان «تقديم التحية للمجلس العسكرى لمؤازرته للثورة»، سؤال الترجمة فى امتحان اللغة الإنجليزية للصف الأول الثانوى الأزهرى، مما طرح العديد من علامات الاستفهام حول مغزى السؤال، وهو ما تكرر فى امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوى بمدرسة «عبدالرحمن شكرى» بمحافظه شمال القاهرة، حيث جاء سؤال فى ورقة الامتحان عن الدور الفاسد للأحزاب الليبرالية والعلمانية فى المجتمع. ولا ننسى سؤال التعبير فى امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوى بإدارة الوايلى التعليمية، عن مدى ارتباط الثورة بإجهاض عجلة الإنتاج. امتحانات الجامعة لم تبعد عن أحداث الثورة، فقد فوجئ طلاب الفرقة الأولى بكلية العلوم جامعة عين شمس، بسؤال فى مادة الميكانيكا حول مبنى فى ميدان التحرير يقف فى أحد زواياه أحد الفلول وفى الثانية قناصة من «الطرف الثالث» وفى الزاوية الثالثة يقف اللهو الخفى. الدكتور حسن شحاته، رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس، يرى أنه أصبح لزاما على واضع الأسئلة أن يربط الجوانب النظرية الموجودة بالكتب بالأحداث الجارية على الساحة، خاصة التى تؤثر على مستقبل الأمة، لخلق ثقافة الإبداع والتفكير لدى الطالب وجعله يشعر بأنه فى مدرسة بلا جدران. المشكلة تكمن فى أمرين، كما قال شحاتة: بعض واضعى الأسئلة اعتادوا نفاق المسئولين ويخشون بطش وزراء التعليم، وبالتالى يترجمون هذا الخوف فى ورقة الامتحان، فى حين نجد آخرين يحاولون تزييف الواقع بتوجيه الأسئلة فى اتجاه يخدم تيارا سياسيا معينا، وهو ما يستدعى المحاسبة على الفور.