سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أبوالفتوح»: سننزل «30 يونيو» للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.. فمصر ليست «الرئيس» ولا الإخوان دماء الشباب هى التى مهدت لنجاح «مرسى» في الرئاسة.. ومن العيب إرسالهم للجهاد في سوريا
قال عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى الإخوانى السابق زعيم حزب مصر القوية: إنه لولا الشباب المصرى ما كان أحد من مرشحى الرئاسة بمن فيهم الدكتور محمد مرسى استطاع ترشيح نفسه، مستغربا من إقدام حزب الأغلبية (الحرية والعدالة) على تعيين محافظيه ووزرائه من الحزب، مشيرا إلى أن البلاد فى مرحلة بناء (مرحلة انتقالية) لا يستطيع فيها أحد الأحزاب أن يعمل وحده. وأضاف أن رئيس الدولة معه مؤسساته التى تحميه؛ فنزول البعض للصدام مع معارضى الرئيس بدعوى حمايته أمر مستغرب، فالرئيس لديه مؤسسات تحميه وإلا لا يكون رئيسا حينها. * هناك اتهامات ل«مصر القوية» بأنك دائما «ابن الإخوان» ولن تستطيع التخلى عن إخوانيتك؟ - نحن لسنا ظهيرا للإخوان ولسنا ظهيرا لجبهة الإنقاذ، موقفنا من البداية ضد هذا الاستقطاب المقيت، لكن نزولنا يوم 30 للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بشكل سلمى. لا نريد أن ينتهى النضال الثورى عند يوم 30؛ فنضالنا الثورى مستمر لحين إصلاح جميع الأمور فى هذا الوطن، وليس لى أى علاقة بالإخوان من قريب أو بعيد، وأفخر بحزب مصر القوية الذى له انحيازات ورؤية واضحة لتطبيق مقاصد الشريعة، ونحن نرفض رفع الشعارات الدينية أو تقسيم الأحزاب إلى دينية وغير دينية؛ فالإسلام لا يعرف الحزب الدينى ولا الدولة الدينية. * البعض يرى أن عدم منح الرئيس فرصة العمل والنجاح إنما هو بغرض النيل من استقرار البلاد؟ - يجب ألا نخلط بين معارضتنا للرئيس مرسى وبين البلد؛ فالرئيس ليس هو مصر ومصر ليست الرئيس ولا الإخوان، ومن ثمّ على الجميع إدراك أنهم جزء من الوطن، ومسئولون عن نهضة البلاد، سواء بشكل رسمى أو بشكل غير رسمى؛ لأن نهضة البلاد تعود على المواطنين وليست على فصيل بعينه، فأنا أدعو جميع المصريين أن يستثمروا داخل الوطن بدلاً من الاستثمار خارجه، وأرجو المصارف والبنوك ألا ترفع سعر الفائدة؛ فالوطن يحتاج لمؤسسات دعوية ومؤسسات حزبية.. والخلط فى أدوارهما خطأ كبير، وأرجو من الحركات الإسلامية أن تراجع نفسها، وهذا لمصلحة الدين والوطن. * تتهم المعارضة الإخوان بالمسئولية عن أزمة سد النهضة. - سد النهضة منذ الستينات وهو مطروح، ولا أفهم سبب صمت الرؤساء على مدار السنوات، وإدارة الرئاسة للأزمة غير جيدة، يجب أن يجرى حل الأزمة بالتحاور ومد يد التعاون مع الجوار الأفريقى لمساعدتهم فى إيجاد حلول لتوفير الطاقة. وأقدر دور وزير الخارجية محمد كامل عمرو لذهابه لإثيوبيا ولقاء نظيره الإثيوبى من أجل حل الأزمة؛ فهذا اتجاه طيب ومقبول لحل الأزمة، لأنها خطوة على أرض الواقع كما أن مصر تحتاج لجهود بطرس غالى لحل أزمة سد النهضة. * الرئاسة قالت إنها لن تحاكم من يسافر إلى سوريا للجهاد ضد بشار الأسد، كيف ترى ذلك؟ - لا نريد أن ندفع بأموالنا وشبابنا لإسقاط «بشار»، لكن إسقاط «بشار» مهمة الشعب السورى، وإن كان هذا أمرا مطروحا، فعلى الجيوش العربية تفعيل هذا الأمر، فكيف ندفع بأناس مدنيين بعمل عسكرى؟ هذا نفس ما حدث بأفغانستان، وهذا أمر أمريكى ومخطط معروف، ومن العيب أن نبعث شبابنا ونستغل نيتهم الطيبة، والجهاد يحتاج جيوشا وتنظيمات وترتيبات، لكن إرسال شباب أعزل مدنى يواجه طيرانا هو مساهمة فى مخطط لإضعاف هذه المنطقة وإغراقها فى حروب طائفية. النظام الأمريكى يسعى لتحقيق مصالحه، والحديث عن إقامة إمارة إسلامية فى مصر «عبث» يجب علينا جميعا أن نتجه نحو صناديق الانتخابات ونحترم نتائجها. * كيف ترى دور المؤسسة العسكرية فى المشهد السياسى الحالى؟ - واجب المؤسسة العسكرية حماية الدولة ومحاولة منع العنف دون تولى منصب سياسى أو دور إدارة البلاد مره أخرى، نحن فى حزب مصر القوية نرفض أن يكون الجيش فى سدة الحكم، ونرى أن دوره لا بد أن يقتصر على المهام القتالية والدفاع عن الوطن ضد الغازى والمحتل الأجنبى ولا يجب أن يكون له أى دور فى المشهد السياسى مهما كانت الدوافع. * فشل «مرسى» إلى الآن فى هيكلة وزارة الداخلية ولم يعد للأمن وجود فى البلاد، فى حين تتهم «الإخوان» الوزارة فى الوقوف ضد الرئيس وضد نجاحه! - لا نفهم سبب السكوت عن هيكلة جهاز الداخلية؛ فمصر التى أعادت هيكلة الجيش فى 6 أشهر بعد هزيمة 67 تستطيع إعادة هيكلة «الداخلية» وتطهير الفساد القائم فيها، خصوصا أن الثورة قامت لوضع حد لكل الانتهاكات التى كانت تجرى فى العصر البائد، ولن تسمح الثورة بانتهاك إنسانية الشعب أو المواطنين داخل أقسام الشرطة مرة أخرى. * «الإخوان» تتهم المعارضة بعدم القدرة على تقديم حلول عاقلة لإخراج البلاد من الأزمة الحالية، هل يمتلك «مصر القوية» خروجا عقلانيا من الأزمة الحالية؟ - الرئيس لديه فرصة ليقوم بتغيير النائب العام وتغيير الحكومة وتشكيل لجنة لاستقبال التعديلات الدستورية وإصدار قوانين عدالة انتقالية وعدالة اجتماعية وأن يوقف مجلس الشورى عن إصدار التشريعات ولديه فرصة للإعلان عن انتخابات برلمانية وهكذا يتوج باستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة. * أنتم متهمون بالانقلاب على الشرعية بالدعوة إلى انتخابات مبكرة وأنكم تقفون صفا مع الفلول بدعمكم النزول فى 30 يونيو؟ - النزول يوم 30 شكل من أشكال التعبير، ونحن كحزب مصر القوية أول من طالبنا بانتخابات رئاسية مبكرة، وما زلنا نطالب بها. وقلنا وما زلنا نقول إن حدث وأدى الوضع الحالى من سوء إدارة للرئيس إلى حدوث تقاتل بين أفراد الشعب أو رجوع الجيش للسلطة مرة أخرى فنطالب الرئيس بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة عن طريق استفتاء شعبى. ومسئولية الرئيس السياسية والوطنية تحتم عليه أن يذهب طبقاً للمادة 150 للدستور لاستفتاء الشعب على الانتخابات الرئاسية المبكرة، ومنذ أول يوم فى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية تحركنا للعمل ضد «شفيق» لأنه يمثل النظام القديم، واستمر الأمر لعدة أيام وبعد تشاورنا مع أعضاء الحملة قررنا دعم الرئيس مرسى. وطلبنا منه أن يتعهد بالاستقلال عن «الإخوان» وتعهد بذلك، لكن للأسف هذا لم يحدث. * أداء الرئاسة فى بعض الملفات الحرجة كملف إثيوبيا وتظاهرات 30 يونيو كان متطرفا، خصوصا أن بعض العلماء المؤيدين له كفّروا المعارضة أثناء وجودهم معه دون رد فعل منه؟ - أداء مؤسسة الرئاسة فى بعض الملفات الحساسة كما فى حديث البعض المسىء عن إثيوبيا مستنكَر وسيئ، وخروج البعض فى حضور الرئيس وحديثهم عن الدموية على الهواء هو أمر مستنكر أيضا ويرفضه العقل والمنطق، لا يجوز لنا أن نسمح لأى عنصر أجنبى أن يتدخل فى شئوننا الداخلية، خصوصا السفيرة الأمريكية، كما اتضح من لقاء ممثلة الاتحاد الأوروبى بالحكومة والمعارضة لمناقشة تظاهرات 30 يونيو، كما أن الأداء الرئاسى لسد النهضة أداء سياسى للغاية ويجب أن تعود مصر لحضن أفريقيا وتعالج كارثة النظام السابق الذى قطع العلاقات مع دول حوض النيل. * فى رقبة مَن تحمل العنف المتوقع حدوثه أثناء تظاهرات 30 يونيو؟ - أطالب الجميع بتذكر الاتفاق الذى وقّعنا عليه مع شيخ الأزهر لحقن الدماء ورفض إراقة الدماء، ويجب رفض نسبة يوم 30 إلى نظام «مبارك»، ونرفض نزول من ينتسبون لنظام «مبارك» هذا اليوم، ولا بد من التأكيد أن محاولة تحويل الخلاف السياسى بين أبناء مصر إلى خلاف أيديولوجى وعقائدى هى تخريب لمصر، ونطالب معارضى ومؤيدى الرئيس بأن يتجنبوا أى عنف مع أشخاص أو مؤسسات؛ فمسئولية الحفاظ على المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة تقع على كاهل الشرطة والجيش. ونؤكد أن دماء الشباب فى ثورة يناير هى التى مهدت لنجاح «مرسى» فى انتخابات الرئاسة، ويجب أن نؤكد أن الدولة هى التى تحمى الرئيس وليس مؤيديه وأتباعه. ويجب على أجهزة الدولة أن تعمل من الآن لجمع معلومات والتجهيز للقبض على أى بلطجية يمكن أن يفسدوا سلمية اليوم، ولا بد من التأكيد أنه لولا أن الشعب المصرى ليس دموياً لكان مكان قتلة الشعب وسارقى وناهبى ثروات مصر أعواد المشانق، لكن الشعب اختار محاكمتهم بعدالة، لكن تأخر من يحكم، بدايةً من المجلس العسكرى وبرلمان أغلبيته من حزب الحرية والعدالة، وصولاً إلى الرئيس مرسى، ولم يقدموا قانون عدالة انتقالية أو تجديد قانون سنة 58. * هل ترى أن تنظيم الإخوان يسير إلى مشروع التمكين الحقيقى والخلافة الإسلامية؟ - نحن فى مرحلة انتقالية على الإخوان الابتعاد فيها عن تعيين أبنائهم؛ لأنه لا يوجد أحد يستطيع بناء مصر وحده، والإدارة الحالية للإخوان شوّهت تاريخهم وأساءت إليه بسوء إدارتها، وأى تنظيم يمكن أن يصاب بمن يتسلط عليه ويشوه تاريخه، ولا نستطيع أن نتنكر بسبب هؤلاء لأمثال الراحل عمر التلمسانى أو الشيخ الغزالى وغيرهما الكثير. * حزبكم دشّن حملة كشف حساب ل«مرسى» فيما يرى الإخوان أنه استباق للأحداث ورؤية قاتمة لنجاحات الرئيس؟ - فى مقر حملتى وفى جولة الإعادة اجتمع عدد من السياسيين ذوى الاتجاهات المختلفة، وقرروا الوقوف مع الرئيس مرسى واجتمعوا فى «فيرمونت»، الاجتماع الشهير، لكن الرئيس مرسى أضاع كل هذا بالتدريج؛ فحزبنا يقوم بحملة كشف حساب وأوضحت الحملة أن الرئيس مرسى لم يفِ بأىٍّ من وعوده فى الملفات المختلفة. * كيف ترون ثورة يناير بعد عامين من نجاحها؟ - بعد عامين ونصف العام من الثورة، فى البداية ابتهجنا لكون الرئيس مرسى أول رئيس منتخب بغض النظر عن انتمائه أو غيره، لكن من المؤسف أن الرئيس مرسى أضاع كل العمل الشعبى الذى كان خلفه بشكل متدرج بسبب ضعف وسوء الأداء. * البعض يرى أن مشروع الإخوان الدعوى انتهى مع انغماس كامل فى السياسة. - أتمنى أن يعود الإخوان إلى ميدان الدعوة والتربية وترك العمل السياسى للحزب لا التنظيم؛ فالإسلام دين شامل، لكن عند التنفيذ يجب أن يقوم كلٌّ بدوره، فقد كتبت منذ عدة أعوام قبل الثورة مقالا أدعو فيه لفصل السياسى عن الدعوى، الإسلام برىء مما نشاهده حاليا من افتراء وتصرفات لأشخاص يتحدثون باسم الدين، لم أعد إخوانيا وفخور بفكرى الإسلامى المعتدل. * هاجم الإخوان موقف الأزهر والكنيسة من «مرسى» باعتبارهما من أعوان الثورة المضادة؟ - أقدر موقف الشيخ الطيب والبابا تواضروس لإصرارهما على تجنيب الأزهر والكنيسة الصراع السياسى، خصوصا أن البابا تواضروس أكد دور الكنيسة كمؤسسة دينية بعيدا عن السياسة، ولا بد من التقدير لموقف الأزهر فى إصراره على الابتعاد عن العمل السياسى.