مليارات ضخمة تدفعها البلاد سنويا لاستيراد السلع التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية، ورغم ذلك لم تخلو الواردات من المنتجات الغريبة، حيث كشف محمود سرج رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة باتحاد الصناعات المصرية، خلال الملتقى السنوي الثالث للمسؤولية المجتمعية للشركات، أن صناعة الجلود بمصر تستورد كافة مستلزماتها من الخارج بسبب عدم وجود صناعات مغذية لها، مثل رباط الحذاء والغراء، مطالبا بتوجيه الحكومة دعم الصادرات للمنتجات التي تنتج للسوق المحلية، بدلا من استيراد مثيل لها من الخارج. لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن استيراد مصر لسلع غريبة، ففي سبتمبر 2015، أوضح تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن حجم واردات الشحوم والدهون وزيوت حيوانية ونباتية ودهون غذائية محضرة وشموع من أصل حيواني بلغ 370.954.891 دولارا. وفي العام نفسه، وصلت واردات مصر للهدايا وخاصة في فترة عيد الحب إلى 200 مليون دولار، وجاءت الصين في صدارة الدول المصدرة. كما آثار من قبل موارد منتجات طعام الكلاب والقطط جدلا ضخما في 2014، حيث كشفت إحصائيات واردات السلع استيراد مصر خلال الفترة من يناير حتى ديسمبر لعام 2014، طعاما للقطط والكلاب بقيمة 153 مليون دولار، وفي الوقت نفسه بلغت قيمة استيراد الألعاب النارية، مثل "البمب" و"الشماريخ"، 600 مليون دولار. فيما نالت أيضا الحكومة نصيبا من تلك الواردات الغريبة، حيث استوردت من أستراليا "ديدان" بقيمة 10 ملايين دولار، عام 2015، بهدف القضاء على مشكلة القمامة المتفشية في البلاد، رغم أن القمامة المصرية من أغنى أنواع القمامة في العالم، فيساوي الطن الخام منها برميل البترول الخام طبقا للتقديرات العالمية، كما استوردت مصر أيضا، في العام نفسه، "الاستيك المطاطي" الذي يتم استخدامه في حزم الأموال، من الصين وتايلاند، بما يعادل 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى استيراد الأكواب الزجاجية بنسبة عالية تزيد عن 280 مليون جنيه. وفي إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تبين أن مصر تستورد "تبغ مفروم" و"صالح للمضغ"، بنحو 654 مليون و870 ألف جنيه، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015.