تراجع الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، عن هجومه على الجيش، بعد غضب القوات المسلحة من تطاوله، وزعم أن جريدة "الوطن" وبرنامج "حدوتة مصرية"، قد حرفا تصريحاته في مظاهرة "رابعة العدوية". وقال البلتاجي، في بيان له: "يبدو أن نجاح مليونية "لا للعنف" التي دعا إليها أكثر من 30 حزبا وائتلافا سياسيا وتجاوب الشعب المصري معها أزعج رؤوس الفتنة في مصر ومدبري الثورة المضادة ودفعهم إلى افتعال أزمة وهمية للتغطية على هذا النجاح وذلك بتأويل تصريحاتي في محاولة منهم لإعادة الزج بالجيش المصري العظيم إلى المعترك السياسي والتغطية على فشلهم". وأضاف: "أؤكد أنني لم أتطرق في كلمتي خلال المليونية بأي صورة سلبية تمس الجيش المصري (الذي نكن له جميعا كل الاحترام والتقدير، وإنما كنت أتكلم عن التيارات السياسية والثقافية التي قادت مصر خلال الستين عاما الماضية وأودت بها إلى سلسلة من الهزائم والنكسات والتراجعات على كل صعيد، لذا فقد قررت التقدم غدا ببلاغ للنائب العام ضد جريدة "الوطن" وضد برنامج "حدوتة مصرية" الذي يقدمه الإعلامي "سيد علي" لما قاما به من تحريف لكلمتي وتوجيهها للإيقاع بين التيار الإسلامي والمؤسسة العسكرية وسأرفق بالبلاغ تسجيلاً كاملاً لكلمتي". وكان "البلتاجى" قد قال: "عايزين يعملوا مجلس رئاسي من رئيس المحكمة الدستورية اللي عينه حسني مبارك، وعضو مجلس عسكري.. عسكري تاني محدش بقى "يتكسف"، بيضحكوا على الناس، جربناكم بتيارتكم وانتماءاتكم ففي 5 يونيو ضيعتوا القدس وسيناء والجولان وبيزعلوا عشان بنهتف إسلامية ونتحدث عن الإسلام، ولن نتكلم عن انتمائكم الشيوعية". وأضاف: "بيقولوا عاوزين استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة، فما يحدث هو أعظم استفتاء حقيقي على أرض مصر، وأظن أن الموجود النهاردة هو أعظم استفتاء على أرض مصر، واللي عايز يصوره بالطائرات يصوره". ودعا البلتاجي إلى عدم القفز على نتائج الديمقراطية، مشيرًا إلى رفضه لاختراع ديمقراطية جديدة، ووجّه البلتاجي حديثه إلى حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، قائلاً: "الأستاذ حمدين قال إن معركتنا الأساسية مع الإخوان ولا تسألوا المشارك فلول ولا مع الثورة، لا يا أستاذ حمدين معركتنا الأساسية مع رجال النظام السابق الذين يسعون لهدم الوطن، واختتم بقوله: "سنحمي الشرعية بأرواحنا ودمائنا، وسنحمي معارضينا ولن نسمح بقطرة دم واحدة، وإحنا موجودين بالملايين، واللي هينزل بعد كده هنحميه، ومسؤوليتنا نحميه لكن القفز على الشرعية مرفوض"، وهو ما جعل مصدر عسكري يكشف عن حالة استياء كبيرة بين صفوف القوات المسلحة من تصريحات "البلتاجي"، وصفها بالتطاول على المؤسسة العسكرية، مؤكدا أن هذه التصريحات أدت إلى غضب ضباط وجنود الجيش، وأضاف المصدر: "مثل هؤلاء الذين يدعون على الجيش لا يعرفون قدر وقيمة القوات المسلحة التي تحافظ على كرامة المواطن المصري في كل وقت، والبلتاجي وإخوانه لا يعرفون معنى وطنية الجيش ودوره في حماية الوطن وصون مقدساته".