وصل وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد إلى بغداد، حيث التقى كبار المسؤولين العراقيين اليوم، في إطار حملة تقوم بها نيودلهي لزيادة مصادر الطاقة على ما يبدو لضمان استمرار النمو الاقتصادي. والتقى خورشيد نظيره العراقي هوشيار زيباري، وسيجري محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ونائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني؛ لمناقشة مجموعة واسعة من المواضيع على رأسها تأمين إمدادات النفط المهمة من العراق. وقال خورشيد، في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية هندي للعراق منذ 1990: "في النمو الاقتصادي للهند نحتاج إلى أمن الطاقة، والعراق ترتبط بشكل وثيق باستراتيجية الهند في هذا المجال". وردا على سؤال عما إذا كانت العلاقات مع العراق أصبحت مُلِحَّة مع تقليل الهند اعتمادها على النفط من إيران، التي تخضع لعقوبات مرتبطة ببرنامجها النووي المثير للجدل، قال خورشيد إن "هذه نظرة سيئة وماكرة"، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن "هذه عوامل ذات صلة". وتسعى العراق، التي تصدر حاليا نحو 2.6 مليون برميل يوميا من النفط، إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير في السنوات المقبلة، حيث يسعى مسؤولو الطاقة إلى الوصول لقدرة إنتاج تبلغ تسعة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2017. وتعتمد بغداد بصورة كاملة تقريبا على عائدات النفط، ونجحت الحكومة في زيادة الإنتاج في الطاقة، لكن الجهود في تنويع مصادر الاقتصاد باءت بالفشل. فبعدما حصلت إيران على أكثر من مائة مليار دولار من بيع ذهبها الأسود في 2011/2012، تراجعت عائداتها النفطية إلى النصف منذ مطلع 2012، بعدما فرض الغرب حظرا نفطيا عليها لمحاولة إجبارها على التنازل عن برنامجها النووي المثير للجدل. وأدت العقوبات إلى تراجع صادرات الخام الإيراني إلى نحو 1 إلى 1.3 مليون برميل في اليوم في أواخر 2012، بحسب منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك". ويمنع حظر مالي إيران من تسلم عائداتها النفطية، ما أثار أزمة اقتصادية حادة عكست تضخما يفوق 30% وانهيارا لقيمة عملتها بنحو 70%. وكان وزير الاقتصاد الإيراني شمس الدين حسيني، أعلن في يونيو الجاري أن "عائدات النفط الإيراني لهذه السنة بنسبة 50% مقارنة بالسنة الماضية"، وحذر من أن "الوضع لن يتحسن في المستقبل القريب". وقال خورشيد إن زيارته تركز أيضا على تعزيز التجارة بين البلدين، خاصة في مجالات الصيدلة والبنية التحتية والزراعة والتنقيب عن النفط. وفي الوقت الذي سعت شركات عربية ومن تركيا وكوريا الجنوبية والصين للفوز بعقود حكومية رئيسية في العراق لمساعدة بغداد على استعادة بنيتها التحتية التي دمرتها الصراعات والاقتصاد المتداعي، كانت الشركات الهندية غائبة بشكل ملحوظ، لكن الوزير الهندي أصر على أن الوضع سيتغير قريبا. وقال الوزير إن "الصناعة الهندية مرحب بها في العراق" رغم الوضع الأمني المقلق، حيث قُتل أكثر من ألف شخص في مايو، وهو أعلى رقم منذ عام 2008. وأضاف: "علينا أن نصب جهودنا لتلبية الاحتياجات المحلية". وقالت وزارة الخارجية الهندية إن رحلة خورشيد إلى العراق هي الأولى منذ زيارة الوزير إي كي جوجرال في 1990.