دافع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عن محافظ الفيوم المهندس جابر عبدالسلام الجديد المحسوب على الجماعة، بعد تجمع عدد من المتظاهرين أمام مبنى ديوان عام المحافظة رافضين تعيينه، ومنددين بسياسات رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لأخونة مؤسسات الدولة. وكانت جبهة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية المعروفة باسم "الفقراء أولا" مسيرة، جابت على مدار ثلاث ساعات شوارع مدينة الفيوم، وتوجهت خلالها إلى ميدان الحواتم الشعبي، الذي شهد مساء الأحد الماضي اشتباكات بين الأهالي وجماعة الإخوان المسلمين بالشوم والأسلحة النارية، بعد تعدي أحد المنتمين للجماعة بالضرب على سيدة وإاتقدت سياستهم، ما دفع الأهالي إلى ملاحقة الإخوان في الشوارع بمدينة الفيوم. وتوقفت المسيرة أمام مبنى ديوان المحافظة لتعلن انتهاء فعالياتها الاحتجاجية، فيما اقتحم عدد من المتظاهرين مبنى المحافظة، وحطموا البوابة الرئيسية، وبعد دقائق من الاقتحام خرج نحو 40 شخصا من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين من مقر حزب الحرية والعدالة بميدان المسلة بمدخل مدينة الفيوم، حاملين الشوم والعصي، حيث توجهوا إلى مقر ديوان عام المحافظة من أجل حماية المهندس جابر عبدالسلام، المحافظ الإخواني الجديد من المعارضين والمحتجين، وكان على رأسهم قيادي تنظيمى معروف بالجماعة والمسؤول الحقيقي عن الحملة الرئاسية للدكتور محمد مرسي بمحافظة الفيوم، وقال شهود عيان إن المحافظ كان في مكتبه خلال الاقتحام. وقد أثارت الواقعة الجدل الواسع بين الأوساط السياسية بالمحافظة، بعد أن دفعت جماعة الإخوان بالمنتمين إليها لحمل الشوم والعصي من أجل الدفاع عن المحافظ الإخواني بدلا من أجهزة الأمن. قال الدكتور وليد نصر، الأمين المساعد للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالفيوم، أرى أن الدولة في انهيار مستمر، ولا توجد دولة مؤسسات، متسائلا عن علاقة الإخوان المسلمين بالمحافظ، حتى لو كان المحافظ إخوانيا، وأضاف: أين أجهزة الدولة من القيام بدورها، أم أصبح الإخوان هم جهاز الداخلية الموازي بل والرسمي الذي يحمي النظام. فيما وصف شحاتة إبراهيم، منسق حركة كفاية بمحافظة الفيوم، الواقعة بأن الإخوان المسلمين يعيشون حالة من فقدان الاتزان السياسي، وليس لديهم القيادات أو الكوادر التي تستطيع قيادة عملهم بالشارع، حيث إن ذهابهم إلى مبنى المحافظة كان لحماية المحافظ الإخواني المرفوض شعبيا، فهو نوع من أنواع البلطجة الواضحة، واقترح متهكما على الإخوان ضرورة إلحاق مبنى المحافظة بمقر الحرية والعدالة وبمقر جماعة الإخوان لكي يستطيعوا حماية محافظهم الإخواني جيدا، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من هذه المواقف، لأن الضغط والغضب الشعبي تجاه الإخوان والأخونة متصاعد كل يوم. فيما يرى علي السيد، منسق حركة شباب 6 أبريل بالفيوم، أن تصرف أعضاء الإخوان المسلمين، يزيد الانقسام بين الشعب المصري ويمهد لحرب أهلية، حيث لا يزال الإخوان يشعرون بأنهم في المعارضة وليسوا في الحكم، وأضاف: ما حدث يدل على أن المحافظ الإخواني الجديد سيكون في حماية الإخوان وليس في حماية الدولة، لأن حمايته وديوان المحافظة هو دور الجهاز الأمني، وأكد أن تصرفهم هذا يمحي فكرة دولة المؤسسات، متهما أعضاء الجماعة يريدون دولة الخلافة التي فشلت تاريخيا، ومشيرا إلى أن ما يفعله الإخوان من اشتباكات دليل على رعبهم من تظاهرات 30 يونيو المقررة لإسقاط "مرسي". بينما يرى محمد زهران، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي بالفيوم، أن مشهد حماية الإخوان للديوان العام للمحافظة بالعصي، ليس غريبا، ولكنه يؤكد أن مصر تدار من خلال عصابة مسلحة وليست من نظام شرعي وقانوني.