ربما وجد لزاماً عليه أن يقف مع نفسه اليوم ويسألها عن سبب صريح يبرر استبعاده من منصبه المنشود، في الوقت الذي تم تعيين 7 من إخوانه محافظين، إلاه، وهو من ظل يجوب الإسكندرية شمالاً وجنوباً في جولات ميدانية، ليقول لجماعته "أنا كفيل بها"، وهو الذي ظل يجوبها شرقاً وغرباً، ليقول لمواطنيها لا تنظروا إلى "إخوانيتي" بل انظروا لأعمالي. حسن البرنس، كلما ذهب إلى مكان كانت كاميرات الجماعة تسبقه إليه، فأصبح تصويره كأنه يتكرم على مواطني الإسكندرية بجولاته، سواء وهو يحمل الأخشاب مع العاملين، أو ممسكاً للقمح خلال جوله الرئيس، أو حتي مستقلاً لدراجة في موكب إخواني أعلي كوبري العامرية، فكلما داعب صوت الكاميرات اذنه، زاد ادمانه له. تخرج البرنس في كلية الطب جامعة الإسكندرية عام 1984، وشغل منصب المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، قبل أن يعين نائباً لمحافظ الإسكندرية. لم يكن يعلم محافظ الإسكندرية السابق محمد عطا، حين صرح في المؤتمر الصحفي الأول والأخير له قائلا: "إنه أبلغ السلطات المختصة عن تجاوزات نائبه"، أن نائبه أكبر من كل السلطات، وإن إعلانه الحرب علناً علي نائبه الإخواني قد يكون سبباً في رحيله، ليقصي هو من منصبه ويبقي نائبه. عبثاً، ظن، طبيب الآشعة، الذي سجن عده مرات في عهد مبارك، أنه هو النائب المبشر بالمنصب الأعلى، فتقمص شخصية المحافظ، وظل يذهب هنا وهناك، يفتش، يسأل، يتفق، ويعلن، للحد الذي وصل إلى أن أنشأ لنفسه جهازا إعلاميا مستقلا عن المحافظة، فكلما زاد التقمص زاد الطبيب إحساسه بأنه "البرنس"، فأصبح لا يرد علي هاتفه، ويتعامل مع الإسكندرية بصفته محافظها، حتى جاء المحافظ الجديد "الظاهر بيبرس" بسيفة ليقطف عنق "البرنس الحالم".