كانت الفرصة سانحة عندما اختلى نائب المحافظ الإخوانى بنفسه لنشر شىء ما على صفحاته الرسمية بالمواقع الاجتماعية؛ فدوّن: «ماراثون مشى للجميع + مسابقات جرى + استعراض موتوسيكلات + ماراثون دراجات، غداً الاثنين بإذن الله على طول طريق البحر من جليم حتى القلعة. علشان نشوف بسمة ترحيب بأهلها وضيوفها دى إسكندرية صيفها ربيع».. لم تمر دقيقة حتى بوغت «البرنس» بتعليق أحد متابعيه: «البلد كلها زبالة والدنيا زحمة وطرق برج العرب مش متأمنة وحضرتك بتصرف فلوس الضرايب على الاحتفالات؟». لم يعبأ بما قيل وما يُقال؛ فى يوم الكرنفال الموعود -الذى حرم حلفاء الجماعة من السلفيين الاحتفال به- انطلق «البرنس» على رأس وفد المحتفلين؛ بقميص أكثر بياضاً من شعر رأسه؛ تلاحقه الكاميرات، ليفاجئ الجميع بإطلالة «رئيس صغير» من شباك سيارته مهللاً فرحاً بتأييد أبناء حزبه المشاركين فى احتفالات شم النسيم التى دعا لها و«كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ». يلقى «البرنس» بسهمه مشاركاً فى تأسيس مَلَكِيّة جديدة من نوع خاص؛ «ملكية المُرشد». ورغم الانتقادات الكثيرة التى وُجهت إلى القائمين على إدارة الإسكندرية فإن سدنة المحافظة «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»، فسياسات حسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية، كلها تؤدى إلى «تمكين» جماعته، مما أثار حفيظة محافظ الإسكندرية محمد عطا عباس الذى لجأ إلى ميكروفونات الإعلام قائلاً «البرنس قام بأخونة الجهاز الإدارى للمحافظة دون علمى؛ وسخّر إمكانات الإسكندرية لجمعيات الإخوان دون موافقتى». لم يسلم حسن البرنس، القيادى الإخوانى، من انتقادات معارضيه الذين شبهوه ب«اللمبى» لإفراطه بالاحتفال على طريقة الممثل محمد سعد فى فيلمه الكوميدى «اللمبى»، حيث استقل الدراجة وأطلّ برأسه من شباك السيارة دون اكتراث بالمنكوبين تحت أنقاض عقارات الإسكندرية التى تنهار بين الحين والحين؛ أو لغياب الأمن على الطرق الرئيسة التى تربط أحياء محافظته. ينطلق لسان نائب المحافظ الإخوانى بالتبرير إبان كل أزمة جديدة تلحق بالمحافظة؛ فعمارات الإسكندرية المنهارة «إنما هى ذنب يتحمله النظام السابق بالكامل ولسنا من يتحمله»؛ وجرعة التبرير الطردية تزداد كلما زادت انتقادات المعارضين، حتى أعلن البرنس أنه «يكفينى أننى لم أوزع كبائن حى المنتزه على أصدقائى ومعارفى كما فعل قياديو ثورة يوليو». القيادى الإخوانى الحالم بدولة يسود فيها حزبه وجماعته، من مواليد 1960؛ كان قد أتم دراسة الطب عام 1984 ونال درجة الدكتوراه فى مجال الأشعة عام 1995؛ اعتُقل لانتسابه للإخوان فى عهد حسنى مبارك. وصل البرنس فى أعقاب ثورة يناير إلى مجلس الشعب نائباً عن إحدى دوائر الإسكندرية، وبعد حلّ المجلس عينه الرئيس الحالى محمد مرسى نائباً لمحافظ الإسكندرية ولا يزال القيادى الإخوانى فى ذلك المنصب.