أكد خبراء ومراقبون أن فوز حسن روحانى بالانتخابات الرئاسية الإيرانية كان مفاجأة للجميع، مشيرين إلى أنه ليس مرشحاً توافقياً للناخبين الإيرانيين. وقال جهاد الرنتيسى، الخبير الأردنى فى الشئون الإيرانية، إن «الغربلة» التى تمر بها عملية الترشح للرئاسة لا يمكن أن تفرز مرشحاً توافقياً. وأشار الرنتيسى، فى تصريحات ل«الوطن»، إلى أن المعلومات الواردة من إيران تفيد بمقاطعة واسعة للانتخابات، وهو ما لم تعترف به السلطات المشرفة على العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن هناك عملية تكتم حول الانتخابات، ما يثير الشكوك فى نزاهتها وحياديتها، وهو ما يؤكد أن تلك الانتخابات لا يمكن أن تفرز رئيساً يتوافق عليه الشعب الإيرانى. وعن نظرة الغرب إلى روحانى، قال الرنتيسى إن الحيز المسموح ل«روحانى» بالتحرك فيه لن يترك له مجالاً لبناء علاقات هادئة مع الغرب، مشيراً إلى أن سياساته ستظل خاضعة للمرشد، مؤكداً دور الحرس الثورى الإيرانى فى تحديد السياسات الإيرانية. وقال الرنتيسى إن النظام الإيرانى حاول التغطية على أجواء الانتخابات الرئاسية، من خلال قصفه معسكر «ليبرتى» للاجئين الإيرانيين فى العراق، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى، وأكد أن جماعة الإخوان فى مصر تهادن الغرب وإسرائيل لتجاوز مشكلة الرئيس التوافقى والقرارات والترتيبات التى أعقبت الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن السياسة المصرية تجاه قضايا المنطقة باتت محكومة بهذه المعادلة أكثر مما هى خاضعة للمصالح المصرية، مشدداً على أن جوهر أزمة الإسلام السياسى فى إيران وتركيا ومصر يكاد أن يكون واحداً، ويتمثل فى رفض المجتمعات العودة عن مكتسبات التمدن والعصرنة التى حققتها. وأكد الرنتيسى أن الغرب يعرف جيداً تاريخ روحانى والمواقع التى تولاها، ويعى طبيعة النظام الإيرانى وتركيبته، وبالتالى يصعب تسويق روحانى لديه، وشرعية النظام باتت مخدوشة فى إيران وخارجها إلى الحد الذى يصعب ترقيعها. من جانبه، قال محمد عباس ناجى، خبير الشئون الإيرانية، إن نتائج الانتخابات الإيرانية كانت مفاجأة لسببين؛ أولهما أن النتيجة حُسمت من الجولة الأولى، والثانى هو تبدل مراكز المرشحين بشكل خالف كل التوقعات، مشيراً إلى أن روحانى أكثر المرشحين اعتدالاً، وورث تركة مثقلة بالأزمات الداخلية والخارجية، وأشار إلى أن إيران فى عهد روحانى لن تتغير كثيرا، وكل ما سيفعله روحانى هو تخفيض حدة التوتر والاحتقان مع الخليج والغرب، كما أنه سيحاول اجتذاب مصر، ولكن قرار الرئيس مرسى بقطع العلاقات مع سوريا سيؤثر كثيراً.