الأسلحة الكيميائية السورية التي تعود إلى عدة عقود من أكبر ترسانات الشرق الأوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات إذ أن المعلومات العامة عنها غير متوفرة. وأكد البيت الأبيض للمرة الأولى أمس، ووافقته لندن اليوم، بأن النظام السوري لجأ إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية في هجماته ما أسفر عن مقتل حتى 150 شخصا. وقال مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما بين رودس "بعد بحث معمق، تعتبر مجموعة (وكالات) الاستخبارات (الأميركية) أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية بينها غاز السارين على نطاق محدود ضد المعارضة ومرات عدة في العام المنصرم". وأقر النظام السوري للمرة الاولى في 23 يوليو 2012 بأنه يملك أسلحة كيميائية لكنه أكد أنه لم يستعملها أبدا ضد شعبه مهددا باستخدامها إذا حصل تدخل عسكري غربي. ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة، التهم باستعمال أسلحة كيميائية في النزاع الدائر منذ سنتين في سوريا، إحدى الدول القليلة التي لم توقع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وبالتالي ليست عضوا في المنظمة المكلفة مراقبة تطبيق تلك المعاهدة. وبدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقا، كذلك ساهمت فيه أيضا روسيا خلال التسعينات ثم إيران اعتبارا من 2005، كما أفادت منظمة "نوكليار ثريت اينيسياتيف" المستقلة التي تحصي المعطيات "المفتوحة" حول أسلحة الدمار الشامل. واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه "أكبر برنامج أسلحة كيميائية في الشرق الأوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الإسرائيلي". وأكدت أن الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط لكنها "بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة". وأكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة في معهد مونتيري (الولاياتالمتحدة) أن الاحتياطي السوري يضاهي "مئات الأطنان" من العناصر الكيميائية المختلفة بينما اعتبر أخصائي فرنسي في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أن "مجموعة مختلف العناصر الكيميائية قوية".