طالب بعض كبار أعضاء الكونجرس الأميركي أمس، بتحرك حاسم لبلادهم في الملف السوري بعد اتهام البيت الأبيض، دمشق باستخدام أسلحة كيميائية، وحث بعضهم على فرض منطقة حظر جوي وتسليح المعارضين. ورحب الجمهوريون بقرار الرئيس باراك أوباما، تشديد موقفه والتهديد بتقديم "دعم عسكري" للمعارضين لكن بعض الصقور في الحزب أصروا على ضرورة الذهاب أبعد من ذلك في هذه المرحلة الحرجة من النزاع السوري الدامي. وأكد السناتوران جون ماكين وليندسي غراهام في بيان أن "الخط الأحمر الذي حدده الرئيس تم تجاوزه. باتت المصداقية الأميركية على المحك". وأضافا "الوقت ليس للاكتفاء باتخاذ الخطوة التالية. اليوم وقت اتخاذ مبادرات أكثر حسما". وإذ يبقى ماكين معارضا لتدخل عسكري أميركي على الأرض إلا أنه يواصل الضغط في الكونجرس من أجل فرض منطقة حظر جوي في سوريا مؤكدا أن المعارضة لا تملك أي فرصة في الانتصار على قوات الرئيس السوري بشار الأسد إن لم يتم وقف طائراته المقاتلة. وحذر خبراء عسكريين من فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا مؤكدين أنها ستتطلب دوريات لطائرات غربية وضرب الدفاعات الجوية النظامية القوية نسبيا، لكن ماكين أكد أن الأمر ممكن. وقال "يمكننا إقامة منطقة حظر جوي من دون إرسال أي طائرة بطيار إلى أجواء سوريا.. ويمكننا تغيير هذه المعادلة في ساحة المعركة". وقال النائب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إنه "يتعين على الولاياتالمتحدة أن تساعد الأتراك وشركاءنا في الجامعة العربية على إقامة مناطق آمنة في سوريا حيث يمكن للولايات المتحدة وحلفائنا أن يدربوا ويسلحوا ويجهزوا قوات يتم اختيارها من المعارضة". وتابع أن هذا سيمنح واشنطن "المصداقية اللازمة للجلوس على الطاولة في مرحلة الانتقال إلى سوريا ما بعد الأسد". وأبدى الرجل الثاني في مجلس النواب الجمهوري اريك كانتور، مزيدا من الانتقاد مؤكدا أنه بالرغم من "خطاب" أوباما حول الخطوط الحمر ازداد النزاع السوري تفاقما. وأكد كانتور "بدا يتضح أن الرئيس لا يملك خطة متماسكة لإدارة هذه الكارثة الاستراتيجية المتفاقمة". وأعرب سيناتور واحد عن قلقه من الاقتطاعات الكبرى في ميزانيات الإدارة الأميركية ومنها قطاع الدفاع امام احتمال تعزيز القوات الأميركية وجودها العسكري في الشرق الاوسط.