طرح الكاتب والروائي محمود الورواري، روايته الجديدة، التي تحمل عنوان "خريف البلد الكبير" والتي تصدر عن الدار المصرية اللبنانية. وينتقل الورواري في روايته الجديدة إلى فكرة أخرى أبعد من السقوط، وهي تفكيك منظومة الفساد والانحطاط التي تؤدي بالضرورة لما يمكن أن يكون فناءً كاملًا لأوطان كبيرة. وتبدأ الرواية من عالم رشدي الشيخ الدبوماسي الشهير الذي يتعرض لبعض النكسات والهزائم الوظيفية والإنسانية تجعله يعود إلى ذاته المختفية خلف أنانية استكمال حلمه في أن يكون وزيرًا للخارجية. ومع أحداث الرواية، يغيِّر رشدي "الشيخ" مسار حياته إجباريًّا بكل أوجاع، ما يترتب على التغيرات الجذرية في حياة دبلوماسي تعوَّد أن يكون كل شيء محسوبًّا وبدقة. وتمر أحداث الرواية عبر حكايتين متوازيتين مختلفتين في كل شيء، تنثران دلالاتهما على أرصفة وعي القارئ وهو وحده القادر على لملمتها من صفحات الكتاب ومن أحرف الكلام، وحده المعنيُ بتجميعها لتشكل في وعيه ما يسمى ادراكا للحاضر من وحي الماضي.