لا صوت يعلو فوق صوت الآلام، تلك الآلام التى شعر بها السيد المسيح بعد دخوله «القدس»، وكأن صداها تردد أمس فى طنطا والإسكندرية، ليمنع الصلوات على جثامين شهداء كنيستى مارجرجس والمرقسية، بعد تفجيرات تبناها تنظيم «داعش» الإرهابى، وذلك بحسب العقيدة المسيحية، فبدء أسبوع الآلام يحول دون إقامة صلوات على شهداء الحادثين، حيث تعلق الستائر السوداء على هيكل الكنيسة عقب قداس أحد السعف حزناً على المسيح. «طوبى للحزانى» على رحيل الأحباب بلا صلوات مصدر كنسى قال ل«الوطن»، إن صلوات التجنيز العام، التى تعقب القداس الإلهى فى يوم أحد الشعانين، هو طقس تتفرد به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولا تعرفه الكنائس الأخرى، وهى صلوات مستقلة بذاتها ولا علاقة لها بصلوات القداس الإلهى فى يوم عيد الشعانين، «أحد السعف»، لأنها تبدأ عقب الانتهاء من التناول من الأسرار المقدسة فى قداس هذا اليوم بحسب الطقس القديم. وقبل مثول الجريدة للطبع، فإن حالة شهداء طنطا والإسكندرية لا يُعرف على وجه التحديد لها سيناريو، هل ستتم إقامة الصلوات عليهم دون رفع بخور، أم سيتم رفع بخور خلال صلاة الجنازة عليهم، نظراً لعدم إتمامهم طقس التجنيز العام، أم سيتم الانتظار لإقامة الصلاة بعد عيد القيامة. الغرض الأساسى من صلاة التجنيز العام، حسب المصدر، هو الصلاة على جميع الأقباط مصحوبة برفع البخور مع أوشية المنتقلين، «صلاة المتوفين»، لأن الكنيسة لا ترفع بخوراً فى أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من البصخة المقدسة، ومن ثم فإن توفى أحد الأقباط فى أحد هذه الأيام الثلاثة السابق ذكرها فيكون قد سبق الصلاة عليه برفع البخور فى صلوات التجنيز هذه، حيث يكتفى بدخول الجثمان إلى الكنيسة لتُقرأ عليه الصلوات لكن دون رفع البخور.