إدانة بالغة للضربة العسكرية التي وجهتها القوات الأمريكية لقاعدة "الشعيرات" السورية لدرجة وقف روسيا التنسيق مع أمريكا وتركيا بشأن الطلعات الجوية التي يتم تنفيذها على الخطوط الجوية السورية، والدعوة لجلسة طارئة لمجلس الأمن لتوضيح موقفها من تلك الخطوة. "الوطن" سألت خبراء في الشأن الروسي حول إمكانية وجود رد روسي عسكري على القصف الأمريكي ل"الشعيرات"، حيث أكد الدكتور محمد فراج أبو النور، الخبير في الشؤون الروسية، أن روسيا سترد، بكافة الأشكال، على القصف الأمريكي لقاعدة "الشعيرات" الجوية السورية، مشيرًا إلى أن الرد الروسي لن يصل إلى ما يحدث اشتباكا حقيقيا بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن أي دولة لا يمكنها أن تسير في اتجاه حرب عالمية بسبب "سوريا". وأضاف أبو النور، ل"الوطن"، أن روسيا ستخوض مساع حثيثة داخل مجلس الأمن لإدانة الخطوة الأمريكية الأخيرة، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن مجلس الأمن لن يؤدي لأي تغيير في المشهد السوري، لأن الدولتين الكبيرتين، المتمثلتين في روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، لديهم حق "الفيتو"، كدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وستجهض كل منهما أي مشروع لا يرضى عنه الآخر. وشدد الخبير في الشأن الروسي أن روسيا ستبذل قصار جهدها من أجل وقف مشروع القرار الأمريكي الفرنسي البريطاني بشأن استخدام سوريا لأسلحة كيماوية، وستضغط من أجل عمل تحقيق دولي نزيه في الواقعة التي حدثت بمنطقة "خان الشيخ" بمدينة "إدلب السورية"، إلا أنه لم يستبعد إمكانية وجود رد عسكري روسي بقصف بعض مناطق تمركز الجيش السوري الحر، كنوع من رد الفعل على القصف الأمريكي ل"الشعيرات". من جانبه، أكد الدكتور نبيل رشوان، الباحث في الشؤون الروسية، إن الرد الروسي على القذف الأمريكي لقاعدة الشعيرات العسكرية بسوريا، بدأ بالفعل حينما دعت روسيا لجلسة عاجلة واجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأزمة، موضحا أن روسيا أوقفت التنسيق تماما مع أمريكا وتركيا فيما يتعلق بالطلعات الجوية في سوريا. وأوضح رشوان، ل"الوطن"، أنه لا مجال لأي رد عسكري روسي على الخطوة الأمريكية الأخيرة، لأن روسيا ستستمر في ضرباتها العسكرية الحالية تجاه تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرا إلى أن ذلك لا يمثل ردا على ما فعلته الولاياتالمتحدة، لوجود تنسيق متفق عليه بين روسياوأمريكا لمواجهة الإرهاب في سوريا وكافة الأقطار المحيطة بها. وأشار الباحث في الشأن الروسي إلى أن رد روسيا، من خلال مجلس الأمن، لا يكثر على كونه إدانة بالغة لتلك الخطوة أو عدم تكرارها لتلك الأفاعيل مرة أخرى، مشددا، في الوقت نفسه، إلى أن قرارات مجلس الأمن لا تصلح ضمانا حقيقيا لعدم قدوم أمريكا على قصف بعض المناطق في سوريا، لأن قراراتها، عادة، لا تدخل سياق التنفيذ.
