الحكاية ماسخة من البداية. وزارة الثقافة التى تولاها ثروت عكاشة ويوسف السباعى يأتى الآن ليتولاها رجل ليس لديه إنجاز ثقافى واحد، ولا كرامة إدارية يستحق بعدها تولى وزارة تعنى بالمثقف المصرى وشئون ثقافة بلد يتنفس فشلاً ومرارة، فينتج إبداعاً فى كافة المجالات. علاء عبدالعزيز، مونتير، لا نعرف له فيلماً عظيماً، نال الدكتوراه فى سن متأخرة (بعد ال45 عاماً)، وهو فى العرف الأكاديمى دليل على فشل ذريع، أو تأخر كان يجب أن يعالجه بأن ينجز شيئاً ذا قيمة يصفق له الناس ليثبت أن الإنسان بإنجازه وليس بالسن التى يحصل فيها على الدكتوراه، أو يمشى جنب الحيط، ليقول: يا حيط دارينى، محاولاً إدراك ما فاته، لكنه بدلاً من ذلك، وبعد أن أعيته السبل فى نشر مقالاته الركيكة وجد منفذاً من خلال بوابة الحرية والعدالة الإلكترونية، وصداقات مع بعض قيادات الإخوان المسلمين ليتخطوا به العديد من المبدعين والكفاءات التى يمكن أن تتولى مسئولية وزارة الثقافة، فقط لأنهم يريدون -وهم الذين لم نعرف لهم مبدعاً واحداً له إسهامه فى تاريخ الإبداع والثقافة المصرية- تحويل الثقافة المصرية لخطبة جمعة طويلة مملة من إمام يتلعثم ولا يقول شيئاً، وهكذا يتحول الباليه إلى فن يجب أن يندثر من مصر لأنه ضد الشرع، وبدلاً من أن يحتوى الوزير معارضيه أو يناقشهم، أو يتدثر بإنجاز سريع كبير وقوى، ويلتحف بالخجل حين يشعر ويرى صراحة أنه مرفوض منبوذ من أغلبية التيار الثقافى المصرى، إذا به يستعين بسادته من الإخوان المسلمين الذين يحاولون دعمه بأساليبهم الرخيصة فلا يكتفون بنشر أخباره من أكثرها تفاهة لأقلها أهمية لأى كائن حى، بل يشيعون أنه يحارب الفساد، ويخرج الوزير بأسلوب الحنجورى ليؤكد أنه سيطهر الوزارة، ويسأل معارضيه ماذا قدموا للثقافة المصرية؟؟!!!!! وزير بلا إنجاز يسأل كبار المثقفين الذين يعرفهم العالم بدور نشره وأوبراته العالمية وحركته الثقافية: ماذا قدموا، بينما يستقبل ممثلى حزب إسلامى تحت التأسيس لأن أحداً لا يزوره، ويقيل القيادات التى يتهمها بالفساد دون دليل ودون أن يدرك أنه سيرحل ليصبح منبوذاً مذموماً مدحوراً، ولن ينفعه أحد ممن يستند إليهم الآن، فما أقسى أن تكون مرفوضاً من حماة الثقافة المصرية ومبدعيها الذين سيحافظون على هوية هذا البلد. سيتذكر الناس علاء عبدالعزيز وسيضحكون حين يتذكرون وقفة المثقفين أمام وزارته وهم يغنون ويرددون «الليلة الكبيرة»، وسيقفون احتراماً للذين اعتصموا على خشبة مسرح الأوبرا بآلاتهم ليعزفوا للناس، ويصعد المثقفون والفنانون والجمهور للمسرح فى لقطة تاريخية. وأنا أكتب هذه السطور يعتصم الأديب العالمى بهاء طاهر والشاعر الكبير سيد حجاب والفنان القدير نبيل الحلفاوى والناشر المناضل محمد هاشم والفنان التشكيلى د.أحمد نوار والروائى المبدع صنع الله إبراهيم والمخرج الكبير جلال الشرقاوى وغيرهم من مبدعى مصر داخل وزارة الثقافة لإقالة وزيرها د.علاء عبدالعزيز، الذى ربما لن يقال، وربما سيحافظ عليه الإخوان مثلما يحافظون على الوزراء الفاشلين ومسئولى السمع والطاعة، لكن سيلاحقه عار أنه أول وزير ثقافة يعتصم مثقفون كبار القامة والمقام فى وزارته اعتراضاً عليه، داعين لإقالته لأن مصر تستحق الأفضل وليس الأفشل، لكن لا حياة لمن تنادى، ولا حياء لمن تنادى.