على الرغم من مرور نهر النيل «فرع رشيد» فى أراضيها، فإن كفرالشيخ من أكثر المحافظات التى تعانى من أزمة الرى، خلال السنوات الأخيرة، بسبب عدم وصول المياه إلى نهايات الترع، وفشل مشروع الرى المطور الذى أُنفق عليه ملايين الجنيهات. تفاقمت أزمة الرى خلال الأيام الماضية، مع بداية موسم زراعة الأرز فى معظم مراكز المحافظة، وزارت «الوطن» العديد من المناطق التى تعانى من شح المياه، ورصدت معاناة الفلاحين لريها، وما تكبدوه من خسائر. وبدأت جولتها فى قرى المنصور «12 و77 و78» التابعة لمركز الحامول. الطريق إلى تلك القرى محفوف بالمخاطر، بسبب ضيقه، وتوسطه «ترعتين منخفضتين»، ما يؤدى إلى وقوع العديد من حوادث عليها، خصوصاً أثناء مرور الجرارات الزراعية لنقل محصول البنجر إلى مصنع السكر، ويلحظ زائر المكان بوضوح جفاف ترعة الحلاب التى تروى 17 ألف فدان، حسب رواية الأهالى. «الميّة ما بتجيش لنا إلا كل 12 يوم، وزرعة الأرز ماتت والناس اللى هنا كلها غلابة، ملهاش غير الأرض ولا تعرف سوى الزراعة»، بتلك الكلمات بدأ شريف عبدالعظيم أحد أهالى قرية «77» حديثه، قال: «تم استصلاح تلك المنطقة التى تقع غرب الحامول وجنوب بلطيم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر بعد بناء السد العالى، وهى صالحة لزراعة جميع المحاصيل ومنها الأرز، لكن أزمة الرى هذا العام زادت عن الاحتمال، وقدمنا شكاوى عديدة للمهندس أحمد مصطفى، وكيل وزارة الرى فى المحافظة، ولمدير الرى بالحامول، دون أدنى استجابة، ومطلبنا يتلخص فى أمر واحد وهو السماح بمرور المياه إلينا لمدة 48 ساعة موزعة على أسبوعين، بدلاً من مرة واحدة كل أسبوعين، خصوصاً أن زراعة الأرز تحتاج لكثير من المياه». بين الأراضى الزراعية، جلس محمد عبدالمنعم، أحد الفلاحين بالقرية تحت ظل شجرة منتظراً الفرج الذى لا يأتى إلا كل أسبوعين. قال: «لما الميّة انقطعت عن القرية أكتر من أسبوعين اضطريت أسقى الأرض من المصرف، والميّة أكلت زريعة الرز وحرقتها ومعدتش نافعة، ربنا يعوض علينا، هنزرعها من أول وجديد، وأنا راجل زارع الأرض بالنُّص وكل حاجة بشيلها بالنص مع صاحب الأرض، هو الفلاح مش حيلته غير قيراطين الأرض، اللى بياكل منهم هو وعياله»، يقاطعه آخر إلى جواره اسمه إبراهيم عطا الله، قائلاً: «مياه الرى التى نروى بها الأراضى مخلوطة بمياه صرف صحى، من مصرف كوتشينر الذى يحمل مجارى المحلة الكبرى والغربية ويحمل عناصر ثقيلة وسامة مثل النحاس والكادميوم والزئبق، وتعتمد عليه الأراضى الزراعية بمراكز بيلا، والحامول، ومركز بلطيم، أى ما يقارب من 300 ألف فدان، تُزرع بتلك المياه محاصيل مثل الأرز والقمح والبصل والخضراوات، بالإضافة إلى القطن». يضيف «عطا الله» أن المصرف يسير فى كفرالشيخ لمسافة تقترب من مائة كيلومتر «ده فيه ناس مش لاقية ميّة كوتشينر وبتتمنى يكون عندها عشان تروى الأرض». فى قرى شباب الخريجين لم يكن الوضع أفضل حالاً من قرى المنصور شمال الحامول، حيث تعانى قرية «الطيبة» نقص المياه، ما أدى إلى تشقق التربة المزروعة بالأرز، وفقاً ل«سعد الشربينى»، من أهالى القرية، أضاف: «المياه لا تأتى إلى المنطقة سوى كل أسبوع، وهى لا تكفى كل الأراضى، ما يؤدى إلى وقوع العديد من المنازعات بين الفلاحين حول أسبقية الرى بسبب نقص المياه عند نهايات المحافظة، خصوصاً فى الترع وتحولت بعض الأراضى الزراعية إلى مزارع سمكية لا يستثمر فيها إلا القادرون، وأصبحت الأراضى فى نهايات الترع تعانى التصحر والجفاف، كما فى قرى البرلس والحامول». وتعانى كفرالشيخ، أيضاً، من فشل مشروع الرى المطور الذى أقيم منذ 10 سنوات، بعد سرقة المعدات وردم الترع، ما اضطر الفلاحين إلى العودة لاستخدام الطرق القديمة فى الرى، حسب وصف رزق الحنفى، أحد أهالى قرية الحدادى بسيدى سالم، لافتاً إلى أن مشروع الرى المطور تم إنشاؤه منذ 10 سنوات، لكن ثبت فشله. أضاف «الحنفى»: «ما زال المزارعون يسددون أقساط الرى المطور دون الاستفادة منه، نظراً لأن الدولة ممثلة فى وزارة الرى تركت المشروع دون رعاية، بعد أن تكلف ملايين الجنيهات». أخبار متعلقة: "الوطن" ترصد خريطة"شقوق الظمأ"في 5 محافظات الأرض "بور" .. والحكومة "معندهاش دم" "البوار" يهدد 30 قرية .. والكهرباء السبب الشرقية..المزارعون: "بيوتنا هتتخرب" عطش يخنق الأرض .. وشقوق تتسع