حصل المصري عبد الرحمن أحمد شعلان، أول مصارع سومو من افريقيا والعالم العربي، على ترقية اليوم الاربعاء بصعوده الى المستوى الثاني من اللعبة في اليابان. ورفع اتحاد السومو الياباني شعلان (21 عاما) الملقب في الحلبة ب"أوسوناراشي" (عاصفة الرمال الهوجاء)، الى درجة "جيوريو" المؤلفة من مصارعين مصنفين بين المركزين 43 و70، حيث قال شعلان في اليابانية لمراسلين في طوكيو: "أنا سعيد جدا، سأعمل بجهد، وأطمح للمراتب العليا من خلال المزيد من الممارسة". واستهل المصري الذي يبلغ طوله 189 سنتيمترا ووزنه 145 كيلوجراما مشاركته في مارس 2012، وخسر 6 مباريات فقط من أصل 49 في 7 دورات خاضها، لكن المهمة ستكون أصعب الآن، حيث يخوض المصارعون في أول درجتين 15 مباراة على الأقل في كل دورة. ويعتبر شعلان واحدا من الأجانب القلائل الذين يلعبون السومو، ومن أوائل المتنافسين المسلمين، وهو الذي تخلى عن شهادة المحاسبة لدخول عالم السومو، وهو لا يتناول أضلع الخنزير المقلي التي يعشقها ملايين اليابانيين ولا يشرب الجعة ونبيذ الساكي، علما بأن لاعبي السومو يعتمدون على هذه الحمية بالذات، كي يكتسبوا حجمهم الضخم. شعلان سيصوم في شهر رمضان الذي يتزامن مع إحدى الدورات في يوليو، حيث قال:"سأكون على ما يرام، يمكنني السيطرة على ذلك"، كما أكد سابقا أنه قادر على التدرب أربع ساعات على الأقل في النهار خلال شهر رمضان. ووعد مدرب شعلان، وهو مصارع سابق ملقب بأوتاكي، بأن يحافظ على لياقة تلميذه البدنية، وبالتالي، استبدل الحمية المتبعة بعصيدة من اللحم والخضار والسمك تسمى "شانكونابي" ويتناولها المصارعون يوميا. وقال المدرب "عندما نقدم أضلع الخنزير نحضر له أضلع الدجاج"، وأضاف "لكنني أريده أن يعتاد تقاليد عالم السومو بطريقة مختلفة". وينتمي شعلان لواحد من 40 فريق سومو، موقعه بين السبعين الأوائل الذي يعرف ب"سيكيتوري"، ما يتيح له غرفة خاصة بعد أن تشارك سابقا غرفته مع عدة مصارعين. سيد الفريق تاداهيرو أوتاكي، قال إنه على رغم الصعود السريع لشعلان في عالم السومو، إلا أنه يجب أن يحافظ على تواضعه: "لم يصل إلى هنا بمفرده بل بمساعدة كثيرين، آمل ألا ينسى ذلك أبدا"، وتابع: "أريده أن يجلب الانتباه بمهارته في السومو، وليس لأنه أول لاعب من القارة الأفريقية". شعلان، المولود في الجيزة، بدا ملائما، بفضل ساقيه الشبيهتين بجذعي شجرة ووزنه الذي يوازي وزن رجلين متوسطي الحجم، لممارسة السومو، وهو يحلم أن يصبح "يوكوزونا"، أو بطل عظيم. ووصل شعلان إلى مستوى الاحترافية بعد فوزه بميدالية برونزية في بطولة السومو العالمية للمبتدئين سنة 2008، وبميدالية برونزية في دورة العام 2010، وعلى الرغم من شعبية السومو، إلا أن فضيحة كبيرة هزت هذه الرياضة في السنوات الأخيرة، ما دفع مدير ونحو عشرين مصارع إلى الاستقالة. وطرحت أيضا علامات استفهام، حول وسائل التدريب العنيفة والتعاطي المزعوم للمخدرات، لكن لا شيء سيقضي على عزم شعلان الذي اكتشف حبه للسومو في سن الخامسة عشرة، عندما دعاه أحد أصدقائه إلى جلسة تدريبية.