لم يجد شاب من محافظة المنوفية وسيلة للتعبير عن مقاطعته للانتخابات سوى تعليق لافتة على سيارته الجيب مكتوب عليها: «لا لأنصاف الثورات.. صامت انتخابيا وهرضى بنتيجة الصندوق». سعد وجيه، 35 عاما، من شبين الكوم، فاض به الكيل وشعر أن الثورة لن تكتمل، وتأكد من ذلك بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولى ووصول اثنين من المرشحين لا يعبران -من وجهه نظره- عن الثورة تماما، ولم يكن المرشحان أيضا نتاج ثورة حقيقية وإنما نصف ثورة استولى عليها الفلول وأضاعها الإخوان. يرى سعد أن مرسى وشفيق وجهان لعملة واحدة، الأول امتداد لنظام سابق أهان كرامة الوطن والمواطن، والثانى يسعى لمصلحة طائفية ولن تكون أمامه وسيلة لتحقيق هذه المصلحة سوى بالانتقام من كل ما يمت للماضى بصلة. أنصاف الثورات هلاك للشعوب وما يحدث فى مصر الآن متاهة حقيقية لن نفيق منها إلا بثورة جديدة كاملة تستأصل الفساد من جذوره ولا تبقى للفلول أثرا ولا تعطى للنزعة الطائفية أى فرصة لتكون حزبا وطنيا جديدا. قالها سعد معلنا رضاءه عن نتيجة الصندوق: «وهنشوف إيه آخرتها مع الرئيس القادم.. يمكن يخيب ظننا ويكون هو الأصلح».