أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في كلمته بالجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن خطط لبرنامج اقتصادي بقيمة 4 مليارات دولار تهدف إلى انعاش الاقتصاد الفلسطيني المتعثر وتوفر أساسا لسلام مستدام، ونقلت عنه وكالة أنباء الأناضول قوله: "هذا أكثر جرأة من أي شيء اقترح منذ اتفاق أوسلو 1993"، وأضاف: "نحن نتطلع إلى جمع نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات". وأوكل كيري إلى مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير، مهمة وضع خطة اقتصادية لجذب السياحة واستثمارات القطاع الخاص إلى الضفة الغربية بالتعاون مع الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا مهتار كنت. وقال محمد مصطفى، المستشار الاقتصادي للرئيس محمود عباس، في بيان، إن القيادة الفلسطينية لن تقدم تنازلات سياسية مقابل التسهيلات الاقتصادية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي. و من جانبها، حذرت حركة حماس، أمس، من الخطة الاقتصادية التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإحياء الاقتصاد الفلسطيني، واعتبرت أنها "خداع للرأي العام وحرق للوقت لصالح إسرائيل". وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، عبر صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إن "ما يسمى بالخطة الاقتصادية التي تحدث عنها كيري تسويق للوهم وخداع للرأي العام وحرق للوقت لصالح إسرائيل". وأضاف أن الخطة "يجب ألا تنطلي على أحد ويجب أن يحذر منها الجميع ولا يتساوق معها"، مشيرا إلى أنه لطالما سوقت الإدارات الأمريكية لمثل هذه الخطط والبرامج المضللة التي بموجبها استكمل الاحتلال الإسرائيلي مجمل خططه ومشاريعه التهويدية والعنصرية المتطرفة. وفي اتصال له مع "الوطن"، حذر مشير المصري، القيادي بحركة حماس، السلطة الفلسطينية من الوقوع في فخ المقامرة والمغامرة بحقوق الشعب الفلسطيني من خلال العرض المالي الأمريكي المسيس الذي يستهدف انتزاع الشعب الفلسطيني حقوقه في وقت يسود فيه التوجه نحو استئناف المفاوضات. وأوضح المصري، أنه من المعروف أن الدعم المالي يأتي لأغراض إنسانية، لكننا اعتدنا أن نرى الدعم المالي الأمريكي لا يأتي إلا في الأوقات التي يريدون فيها ابتزاز السلطة الفلسطينية لتحقيق تقارب مع إسرائيل، وهو أيضا دعما ماليا من شأنه التأثير على ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس.