سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبادرة «أهل السنة» لنبذ العنف: وقف هجمات الجهاديين مقابل عدم ملاحقتهم الجماعة: المبادرة تأتى ب«رعاية كاملة» من الجيش.. ومنسق درع سيناء: دعاية انتخابية.. وشيوخ قبائل: ليس لها قيمة
أعلنت جماعة «أهل السنة والجماعة» بمحافظة شمال سيناء عن تبنيها مبادرة لنبذ العنف بسيناء، لتكون الأولى عقب عملية اختطاف الجنود السبعة، مشيرة إلى أنها تعتمد على أخذ العهود والمواثيق من مشايخ القبائل وقيادات الجماعات الإسلامية بسيناء، وعلى رأسها الجماعات المتشددة والتكفيرية، لاحترام بنود المبادرة، والتى يأتى على رأسها نبذ العنف بسيناء والتعامل بكل حسم وقوة ضد أى طرف لا يلتزم ببنود تلك المبادرة. وأوضح الشيخ محمد عدلى، عضو جماعة «أهل السنة والجماعة» بشمال سيناء، وأحد أفراد التفاوض فى واقعة الجنود المخطوفين، أن الجماعة ستعقد مؤتمرا صحفيا بحضور قيادات الجيش بسيناء، وعلى رأسهم اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، وذلك للإعلان عن تفاصيل المبادرة التى قال إنها ستتم تحت رعاية كاملة من القوات المسلحة. وتابع أن المبادرة ستضم جميع الطوائف بسيناء بمختلف انتماءاتهم، فى ميثاق عام، تحكمهم فيها خطوط حمراء من يتخطاها يتم التعامل معه بالقوة. وكشف الشيخ محمد عدلى عن تفاصيل المكالمة التى جرت بينه وبين خاطفى الجنود والتى قال إنها أنهت الأزمة، وأوضح أنه تواصل مع خاطفى الجنود، عن طريق الهاتف فقط، ولم يتقابل مع أحد منهم ولا يعرف أعدادهم، مشدداً على أن هناك تفاصيل ومعلومات فى عملية تحرير الجنود لا يعلم عنها شيئاً، وأنه فقط تلقى اتصالا هاتفيا من أحد الخاطفين فى الساعة الثالثة من صباح الأربعاء الماضى، للتدخل لدى قوات الجيش لتحرير الجنود مقابل منحهم الأمان. من جهتهم، قلل شيوخ القبائل السيناوية من أهمية المبادرة، وأكد محمد المنيعى، عضو اتحاد قبائل سيناء، أن 95% من سكان سيناء قبائل بدوية، لها أعراف وقوانين خاصة بها، ومن المستحيل أن تقبل القبائل البدوية أى قوانين أو أعراف أخرى حتى ولو كانت مبادرة تحت رعاية الجيش. وأكد أن الجماعات الدينية المتشددة والتكفيرية فى سيناء، معظمهم ينتمى لقبائل فى سيناء، فلا توجد قبيلة إلا وتجد منها فردا أو اثنين من أبنائها تابعين لتلك الجماعات، ومع ذلك من الصعب أن تفرض القبائل قوانينها عليهم، حتى لا تدخل فى صدام معهم، فأى عضو داخل تلك الجماعات، من الممكن أن يواجه قبيلته نفسها بالقوة والعنف، بمساعدة زملائه ممن يحملون نفس أفكاره ومعتقداته المتشددة. وأوضح المنيعى أن معظم قيادات وأعضاء الجماعات الدينية المتشددة، سواء التكفيريين أو من يحملون أفكار تنظيم القاعدة فى سيناء، اتجهوا منذ فترة لمشاركة الجيش الحر فى حربه ضد نظام بشار الأسد، ولا يوجد فى قلب سيناء حالياً إلا القليل منهم، وتساءل قائلا: فمع من سوف يتم عمل تلك المبادرة؟ ولفت إلى إطلاق مبادرة من قبل بين الجيش والجماعات التكفيرية فى سيناء، عقب واقعة قتل الجنود المصريين فى رفح، أثناء قيام القوات المسلحة بالعملية «نسر»، حيث جلست قيادات من الجيش مع بعض قيادات تلك الجماعات، وجرى الاتفاق على التزام الجماعات المتشددة على عدم رفع السلاح فى وجه أى مصرى، وجاء ردهم أن كل ما يطلبونه هو تركهم دون ملاحقات أمنية وسلاحهم لن يخرج إلا فى حالة اعتداء إسرائيل على أرض سيناء. واستبعد محمد السواركة، منسق عام منظمة «درع سيناء»، نجاح المبادرة، مؤكداً أنه تم عمل أكثر من مبادرة من قبل كلها باءت بالفشل، لأن المجتمع السيناوى منقسم لعدة طوائف وقبائل، لكل قبيلة تقاليدها التى لن تستغنى عنها تحت أى ظرف، كما أن الشيخ محمد عدلى أو جماعة «أهل السنة والجماعة» ليس لها الثقل اللازم فى سيناء ليكون لها دور إيجابى لإنجاح تلك المبادرة. واعتبر أن المبادرة أمور يقوم بها الشيخ محمد عدلى للشو الإعلامى وعمل دعاية انتخابية لنفسه لخوض انتخابات مجلس النواب المقبل. وشدد على أن الجماعات المتشددة والتكفيرية لم ولن تدخل فى أى مبادرات مع أحد، ومن المستحيل ظهورهم على السطح، كما يدعى البعض، وأن التقاليد والأعراف البدوية أكبر وأقوى من أى مبادرات.