واصلت البورصة أمس خسائرها لليوم الثانى على التوالى فى ظل ضبابية الأوضاع السياسية، مع اتجاه مؤسسات عالمية لتخفيض التصنيف الائتمانى فى مصر، مما دفع المستثمرين الأجانب لعمليات بيع واسعة أدت إلى تسجيل أكبر هبوط للبورصة منذ بداية العام. وفقدت الأسهم 8٫4 مليار جنيه أمس من قيمتها السوقية لتصل خسائرها فى يومين فقط إلى نحو 15٫3 مليار جنيه ليصل رأس المال السوقى إلى 306 مليارات جنيه وسط شح السيولة. وأغلق المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «egx30» منخفضاً 4٫2% بعد فقدان 180 نقطة ليصل إلى 4087 نقطة مسجلاً أكبر هبوط له منذ مطلع العام الجارى، وانخفض مؤشرا الأسعار بنحو 3% بعد أن كسا اللون الأحمر (لون الهبوط) شاشات التداول، مع هبوط أسعار إغلاق 137 ورقة مالية بينما نجت 14 ورقة من الهبوط الجماعى. وبلغت التعاملات الإجمالية أمس 589 مليون جنيه متضمنة تعاملات على السندات بنظام «المتعاملون الرئيسيون» بقيمة 310 ملايين جنيه. وذكرت مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتمانى أمس أن الحكم الذى أصدرته المحكمة الدستورية العليا فى مصر الأسبوع الماضى بعدم دستورية قانون الانتخابات البرلمانية له أثر سلبى على تصنيف البلاد الائتمانى عند B2. وقالت «موديز»، فى تعليق نُشر ضمن توقعاتها الأسبوعية بشأن أوضاع الائتمان، إن القرار «يضفى عدم تيقن على عملية الانتقال السياسى فى ظل حكم المجلس العسكرى للبلاد»، ووضعت المؤسسة التصنيف الائتمانى لمصر قيد المراجعة مع احتمال الخفض، وأشارت «موديز» إلى أن تزايد عدم اليقين السياسى سيشكل، على الأرجح، انتكاسة للاقتصاد الذى كان قد بدأ بالكاد يستعيد ثقة المقرضين المحليين والأجانب. وعلق الدكتور طلال توفيق، خبير أسواق مال، على جلسة أمس قائلاً: «إن هبوط المؤشر أمس جاء نتيجة لعدة أسباب على رأسها ضبابية الأوضاع السياسية والاقتصادية وغياب الرؤية، إلى جانب تعليق مؤسسة موديز بشأن التصنيف الائتمانى». وأضاف أن الأجانب ينظرون للتصنيف الائتمانى باعتباره مؤشراً للاستثمار، ويحددون تعاملاتهم فى البورصة وفقاً لتقارير مؤسسات التصنيف. وقال عيسى فتحى، العضو المنتدب لشركة «سوليدير» للأوراق المالية، إن المستثمرين لديهم تخوف من المؤشرات الأولية التى أظهرت تقدم الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة، خاصة أن الأجندة الاقتصادية للجماعة لا تلبى احتياجات السوق، بخلاف الخلفية والمواقف المتعلقة بقرض البنك الدولى وصندوق النقد، والتى أعطت إشارة للمستثمرين بعدم دعم الجماعة وحزب الحرية والعدالة للمستثمرين. وأضاف فتحى أن المستثمرين يعتقدون أن فوز الفريق أحمد شفيق بانتخابات الرئاسة أكثر إيجابية للبورصة وللاستثمار بوجه عام. وقالت مروى حامد منفذة بشركة «وثيقة» للأوراق المالية إن الجلسة شهدت فى بدايتها ضغطاً بيعياً مكثفاً فى السوق غير مبرر، موضحة أن الهبوط نتج عن عمليات بيع متعمدة من بعض المضاربين والمستثمرين الرافضين لمؤشرات فوز المرشح الإسلامى محمد مرسى برئاسة الجمهورية، فضلاً عن المخاوف من تداعيات «المليونيات» التى تدعو إليها القوى السياسية للاحتجاج على الإعلان الدستورى المكمل. وقال محمد عبدالرحيم، محلل مالى، إن أغلب عمليات البيع تمت على الأسهم القيادية والكبرى من جانب كبار المستثمرين وصناديق الاستثمار حتى حدثت حالة من الفزع بين المستثمرين الأفراد. ونوّه عبدالرحيم إلى أنه منذ الثانية الأولى من بدء جلسة اليوم، فوجئ المستثمرون بالسوق بعمليات بيع حادة على الأسهم بكميات ضخمة، وذلك وسط مخاوف تنتاب بعض رجال الأعمال المنتمين للنظام السابق من فوز مرشح الإخوان بالرئاسة ومخاوف أخرى من بعض فئات المستثمرين بتصاعد الأزمة بين القوى الثورية والمجلس العسكرى بسبب الإعلان الدستورى المكمل الذى قلص من صلاحيات الرئيس.