نظْم الشعر فى عهد الإخوان بدأ من الأطفال فى المدارس وحتى العجائز فى الشوارع مروراً بأساطير الشعر فى مصر، أمثال الشاعرين الكبيرين عبدالرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم وكذلك الشباب «المحدثين» أمثال هشام الجخ ونور عبدالله، وغيرهم كثيرون الذين برعوا فى نظم الشعر «ضد الإخوان». «هشام الجخ» كان آخر من كتبوا ضد الرئيس وجماعته، فكانت قصيدته «أنا إخوان» التى أثارت جدلاً واسعاً ليس فقط لأنها ضد الإخوان والرئيس، لكن لأنها أيضاً دفعت الجماعة إلى الرد، حيث انهالت القصائد الشعرية دفاعاً عن الجماعة وأبنائها بحسب «الجخ»، الذى أكد أنه قد وصل إليه أكثر من 140 قصيدة رداً على قصيدته «أنا إخوان»، جميعها تحمل الاسم نفسه، «بعض هذه القصائد كان فيها ما يؤيدينى، وكثير منها كان يعارضنى، وأحترم الجميع من أيد ومن عارض، فهذه هى حرية التعبير التى ننادى بها، ولن نمنع غيرنا من ممارستها». الجخ أكد ل«الوطن» أن القصائد الشعرية لها دور كبير فى نهضة المجتمعات وصحوة الشعوب، مبيناً أن تأثير شعره على الجماعة يشبه إلى حد كبير ذلك التأثير الذى كانت تصنعه أشعار نجم والشيخ إمام فى الأنظمة السابقة وإلى الآن، مضيفاً أن الشعر ساحة جديدة ستدخل إليها اللعبة السياسية، ولكنها فى كل الأحوال لن تتحول إلى ما كان يجرى فى العهد الأموى من معارك شعرية مثلما كان يحدث مع جرير والفرزدق، «كانا يهجوان بعضيهما لمصالح شخصية وقبلية وعرقية.. وأنا أعوذ بالله أن أنساق إلى مثل هذه المناطق من الشعر.. لقد كتبت قصيدتى لتوبيخ رئيس الجمهورية بصفته وليس بشخصه.. فليس بينى وبين الرجل إلا مصلحة الوطن وإشباع حاجات البسطاء فى الشارع»، وتابع: «أنا أعلم جيدا من المقربين للرئيس مرسى أنه رجل صالح ومتواضع، لكن سياساته كرئيس جمهورية لا تعجبنى ولا تعجب الناس ولا تلبى حاجاتهم.. ولهذا أنا أعتبر قصيدتى كلمة حق فى وجه الحاكم، وسيُسأل عنها كلانا يوم القيامة». الشاعر والكاتب الكبير زين الدين فؤاد يرفض ما يسمى بالظواهر الصوتية فى الجماعة، ويؤكد أن الجماعة وأشعارها لا ترقى إلى مستوى الشعر الحقيقى، وما كان شعراً لهجاء شخص أو دفاعاً عن شخص أو سياسة فهو ليس إبداعاً، مؤكداً أن الشاعر الحقيقى الذى يبحث عن بقاء شعره لا يفكر فيمن يهاجمه فيستدعى مهاراته ليكتب دفاعاً عن نفسه، لكنه الشاعر الذى يملك من الرؤى ما يستحق أن يدافع عنه بالشعر؛ «ما حدث هو مجرد ظواهر صوتية لا علاقة لها بالشعر، لكنها فتات يسقط من موائد السياسيين ولن يبقى أو يخلد أصحابه». زين الدين فؤاد يؤكد أن الحالة السياسية الآن فى مصر أنتجت سيلاً من الأشعار الموالية والمضادة، لكنها غالباً لن تبقى، وإن انساق لها شعراء موهوبون وكبار «عبدالرحمن الأبنودى بيكتب مساحة ثابتة كل يوم ما ينفعش أقول عليها شعر، والجخ شاعر موهوب فعلا لكنه ذكى ولا ينجر وراء ترهات الرد على من يغتاله أدبيا بسبب أشعاره»، مضيفا أن ما يحدث الآن من معارضات شعرية أصبح هو الحال فى كل شىء: «زى ما فيه معارضة ومؤيدين وإعلام معارض وإعلام مؤيد وتيار استقلال وتيار مش استقلال، يبقى ليه الشعر كمان مايبقاش إنت هتقول وأنا هرد؟». الشاعر الشاب أحمد عبده، صاحب ديوان «قليل الرباية» الذى يهاجم فيه الرئيس وجماعته، يرى أن الشعر لم يخلق ليكون أداة مهاجمة، وأن الشعر خلق ليعبر عن «حالة عامة» يشعر بها الشعب المصرى، أو تجربة شخصية، قائلا: «اللى بيحصل حاليا شىء متوقع، وما دام أنا بنتقد يبقى اللى قدامى ليه حرية الرأى وأن يدافع عن التوجه اللى بينتمى له طالما فى نطاق الأدب». عبده يوضح من خلال قصيدته «قليل الرباية» رؤية جديدة لما يحدث من قبل الدكتور «محمد مرسى» وجماعته قائلا: «الحكومة شايفة الشباب اللى بيتظاهروا بلطجية وأولاد شوارع، ودايما يقولوا عنهم عيارهم فالت، لكن اللى ميعرفهوش إن دول اللى هزوا البلد»، قصيدته توضح الدور الثورى الذى قام به شباب فى مقتبل العمر كلفهم حياتهم مقابل الحرية. الهجوم من أجل الهجوم مبدأ يرفضه «عبده» بعد ظهور وابل من القصائد التى ترد على قصيدة «أنا إخوان» للشاعر هشام الجخ، باعتباره فعلاً فاحشاً ومهيناً من قبله، قائلا: «لما أعمل حاجة عشان أهاجم واحد أساء ليا مش بعبر عن حالة أنا حاسسها، يبقى أنا كده برد عليه فى شخصه مش فى الفكرة أو الحالة العامة، والمبدأ ده مرفوض تماما»، مؤكداً ضرورة الدفاع عن الحق، لكن عن طريق الالتزام بالآداب العامة وأخلاقيات الشعر الرفيعة. أنا إخوان.. لهشام الجخ أنا إخوان وكل المسلمين.. إخوان فمتصنفش إسلامى على كيفك حقيقتى أقوى من زيفك وصابعى لوحده بكفوفك ولا اتهزش قصاد خوفك يا خوف يا جبان أنا إخوان بطيع الله فى ملكوته وبدعى يزيدنى من فضله ومن قوته واصلى واصوم واجاهد نفسى واصبر ع البلا وأحمد وحمدى يدوم لأنه الرازق الوهاب وهو مسبب الأسباب فليه الفضل والمنة وليه الطاعة فمتبصش لدينى نظرة طماعة أنا دينى لا هو سلعة ولا بضاعة ولا ليك سوق لا انا بايع ولا شارى إيمانى هو راس مالى فاصحى وفوق منيش إخوان على نهجك فلم من الدروب همجك كفاية شكوك مش انت لوحدك الإخوان أنا إخوان بحق الله وبالسنة وبالقرآن وقت الجد أنا عثمان ووقت الحرب أنا حمزة ووقت الفصل ببقى فاروق أنا إخوان على الرحمة وعلى التقوى وحب الناس لكن عمرى ما هتأخون بأخونتك على الصندوق عنيكم فيها كل النور ومش شايفة غباوة إنك تهدد ناس مهيش خايفة بتهدد فى مين يا حزين دا انا الآهة اللى طلقونى وجيعة وسارحة فى الشارع ومش ممكن هتخفونى هتسمعنى وغصب عن عنيك الجوز على دماغك هترفعنى أنا الناس اللى عاشت تحت خط الفقر وانا الناس اللى ماتت متلقتش القبر فسيبك م اللى بيجاملك وبيهيص وركز واصحى فى كلمتى كويس أنا الثورة اللى عملت منك ريس أنا اللى يدوب من سنتين كنا بنتحبس صحبة كنا بنتجلد صحبة وكنا فى الميدان صحبة بتبعد ليه وتكتب ع الطريق غربه؟ بتمشى فى الطريق الصعب وحدك ليه مهملنى؟ فلو صعبة عليك الشيلة حملنى تلاقينى بعارضك آه لكنى وراك بجدف فى الاسفينة معاك أكون ودنك أكون عينك أكون قوة فى دراعينك نبنى بلدنا لهوانا مش لهواك وخيرنا يبقى جوانا مش جواك مش انت تاخدلى بالقرارات وانا امسح بإيدى قرارك متتلككش بالناس اللى بيعارضوك متتشتتش متتسوحش بلدنا عايزة ريس وحش يسمع نبضه بودانه ميتكبرش يكون جبار على الظالمين رحيم بينا ينام بينا ويقوم بينا يمشى يعس فى الشارع على الجعانين ويفهم إن فى الشارع شباب ثايرين ملحقوش يبقوا كارهينك فمتزودش نار الكره فى قلوبهم شباب شايف فلوس بلده مش بتخش فى جيبوهم متخدعناش ببقين من بتوع حسنى يا مولانا ورمنا كلام وصدّى من الغنا قفانا متدبحليش حمامة يتيمة على عينها وتقنعنى إنه ديك رومى متلعبش انت فى الميه وتمسح إيدك المبلولة فى هدومى ومش كل اما توعد وعد تطلع بق متشدش فرامل اليد وتطلب منى انزل أزق ولما الناس تقوم ثايرة ومختلفة متخطبليش فى أتباعك ولما تكون مع وزيرة متلعبليش فى...... ولما تكون مع وزيرة متلعبليش فى.. دراعك (تشوف الساعة) ولا تسمَّعنى ولا أهلى ولا عشيرتى وخيرنا يبقى لبلدنا قبل ما ابص على جيرتى بلدنا حوض من البركة بعمر النيل بلد دفيانة بالقرآن وبالإنجيل أنا إخوان أخبار متعلقة: "المعارضة بالشعر" "جرير" الثوار .. فى مواجهة "فرزدق" جماعة الإخوان "دهشان الإخوان" يرد الشعر ب«الهجاء» قليل الرباية «أنا إخوان»