سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسكندرية: مرسى سيطر فى مناطق نفوذ التيار الإسلامى.. وشفيق فى أحياء رجال الأعمال برهامى وحطيبة أثرا فى دوائر شرق.. ومصيلحى ومصطفى وجها أصوات غرب الإسكندرية
أظهرت نتائج محافظة الإسكندرية التى أعلنت تقدم مرشح جماعة الإخوان المسلمين «محمد مرسى» على «أحمد شفيق»، آخر رئيس وزراء فى عصر مبارك، بنحو ما يقرب من 955487 صوتا مقابل 706983 صوتا بفارق يقارب ربع مليون صوت ويقدر ب 248504 أصوات. هذا الفارق الكبير نسبياً لم يكن يعنى وفقا للأرقام المعلنة فوز مرسى فى جميع اللجان، بل اقتصر فوزه على 10 لجان من 17 وفاز شفيق فى 6 لجان بينما جاءت كرموز شبه متساوية لتقارب الأصوات حيث فاز مرسى بفارق 98 صوتا فقط من إجمالى أصوات صحيحة بلغت 63772 صوتا. وكشفت خريطة الأصوات عن أنه لم يوجد تغيير جذرى فى توزيع مناطق النفوذ بين التيار الإسلامى ممثلا فى جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية -مدرسة الإسكندرية التى كانت الإسكندرية مهدها ومعقلها الرئيسى- وبين النظام القديم ممثلا فى رجال الحزب الوطنى، فضلا عن ثبات الإسكندرية فى مزاجها العام الثورى وغير التقليدى والقادر على قلب الموازين فى كل وقت. وفاز مرسى فى المناطق التى تشكل سيطرة إسلامية منذ فترة ما قبل ثورة 25 يناير وهى تشكل دوائر الأطراف من جانبى الإسكندرية شرقا وغربا، حيث انتصر فى لجان المنتزه أول والمنتزه ثان والرمل أول والرمل ثان، ومحرم بك والدخيلة ومينا البصل والعامرية أول والعامرية ثان وبرج العرب، بينما فاز شفيق فى الدوائر التى تشكل وسط البلد بدءا من سيدى جابر وباب شرق واللبان والعطارين والمنشية والجمرك على الترتيب، بينما جاءت كرموز بنتيجة شبه متعادلة. تميز فوز مرسى بسيطرة شبه تامة فى العديد من مناطق النفوذ صاحبة النفوذ الإسلامى القوى مثل الدخيلة التى جاء فرق الأصوات فيها لصالحه بنحو 37122 صوتا والمنتزه أول بفارق أصوات بلغ 49178 صوتا، فيما فاز شفيق بفارق أصوات قليل أو متوسط فى مناطق نفوذ رجال أعمال الحزب الوطنى السابق، والوجود الكثيف للطبقة الأرستقراطية والأقباط مثل الجمرك التى فاز بها شفيق بفارق 9048 صوتا وباب شرق بفارق 6319 صوتا وسيدى جابر بفارق 4952 صوتا. بينما أثبت الوجود الكثيف للأقباط فى «كرموز» حيث يوجد أكبر عدد كنائس فى منطقة واحدة بالإسكندرية قدرته على وزن دفة الأصوات بين المرشحين حيث تقع بالمنطقة 7 كنائس بينها 4 للطائفة الأرثوذكسية و2 للإنجيلية وواحدة للكاثوليكية. ويظهر تباين الفوارق بين مناطق فوز شفيق ومناطق فوز مرسى الدور الذى يلعبه المزاج العام للمواطن السكندرى حيث الكتلة الثورية المتنوعة التى أعطت أصواتها لصالح حمدين صباحى وعبد المنعم أبوالفتوح اللذين حصلا على المركز الأول فى المحافظة بفارق كبير عن مرسى وشفيق اللذين حصلا على المركزين الرابع والخامس على التوالى، فصبت كتلة أبوالفتوح فى صالح مرسى، بينما انقسمت كتلة صباحى بين مؤيد لمرسى، بوصفه آخر مرشح للثورة، بحسب رؤيتهم، ومؤيد للمقاطعة أو إبطال الأصوات مثل بعض شباب الأقباط وشباب الاشتراكيين واليساريين ذوى النفوذ الجيد فى الإسكندرية وجامعتها. ولعبت العديد من الشخصيات فى الحزب الوطنى القديم والتيار الإسلامى دورا رئيسيا فى حشد الأصوات عبر مناطق نفوذها وسيطرتها حيث لعب محمد مصيلحى، نائب الحزب الوطنى السابق بدائرة باب شرق، وخالد خيرى، نائب العطارين واللبان، ومحمد فرج عامر، نائب الشورى عن دائرة وسط، وطارق طلعت مصطفى فى سيدى جابر، ورجل الأعمال أشرف أبوأشرف، والمحامى آمر أبوهيف، نواب الحزب الوطنى فى الجمرك والمنشية، وهى مناطق تضم العديد من التجار، وظلت معقلا للحزب الوطنى جعلته يحكم سيطرته على كتلة وسط الإسكندرية لفترة طويلة. بينما لعب ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، والموجود بمنطقة أبوسليمان وسيدى بشر ونائب الإخوان لمدة 10 سنوات بالمنتزه، مصطفى محمد، وأحمد حطيبة القيادى السلفى، أدواراً مهمة مع غيرهم من القيادات فى منطقة الرمل بشقيها والمنتزه بشقيها فى تأكيد بسط النفوذ الإسلامى على هذه المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وهو ما حدث فى غرب التى تسيطر فيها السلفية على مناطق الدخيلة والعامرية، والإخوان على مناطق «مينا البصل» و«برج العرب»، وهو ما ظهر بوضوح من خلال سيطرة كليهما بأصوات مرتفعة جدا فى انتخابات مجلس الشعب منذ عام 2000 وحتى 2012. وتعد الإسكندرية من المدن التى كان متوقعاً فيها فوز مرشح محسوب على التيار الثورى، نظراً لكونها إحدى مدن التغيير التى قادت ثورة 25 يناير، وهيأت لها بدءاً من قضية خالد سعيد، ومرورا بسيد بلال وسقوط أول شهداء الثورة بها، فضلا عن وجود تيار يسارى مؤثر بها ظهر فى حجم الأصوات التى حصدها صباحى الجولة الأولى.*