تشهد جولة الذهاب في الدور نصف النهائي لبطولة كأس أمير الكويت في كرة القدم بعد غد مباراة قمة بين القادسية وضيفه العربي، فيما تجمع المباراة الثانية المقررة غدا الجهراء وكاظمة. وفي المباراة الأولى يبدو المشهد غامضا، إذ نادرا ما صحت التوقعات التي تحيط بالمواجهات التي تجمع بين القطبين القادسية، الذي أنهى مسابقة الدوري في المركز الثاني خلف الكويت بعد سيطرة استمرت أربعة مواسم متتالية، والعربي صاحب المركز الثالث. ويسعى القادسية إلى إحراز لقبه المحلي الرابع في الموسم الراهن، بعد أن سبق له انتزاع كأس السوبر الكويتية وكأس الاتحاد التنشيطية وكأس الأمير، علما بأنه ما زال متواجدا في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، حيث بلغ أمس الأول الدور ربع النهائي بسحق ضيفه فنجاء العماني 4-0، بينها ثنائية لنجمه المطلق بدر المطوع. واعتبر المدرب محمد إبراهيم مواجهة فريقه للعربي بمثابة النهائي المبكر، بيد أنه أبدى استياءه من تصريحات بعض القيمين على "الأخضر"، التي ألمحوا فيها إلى محاباة من لجنة التحكيم للقادسية، وتعمد بعض الحكام تمهيد الطريق أمام الأخير نحو النهائي، من خلال إشهار البطاقات الملونة للاعبي العربي بغية حرمانهم من خوض دور الأربعة، مشددا على أن "القادسية لا يحتاج إلى محاباة الحكام، فهو فريق بطل قادر على تجاوز أقوى الفرق في آسيا وليس في الكويت فقط". وتقدم العربي بطلب لتكليف طاقم تحكيم أجنبي قيادة مباراتي دور الأربعة، بعدما اعتبر عدد من مسؤوليه أن الفريق تعرض للظلم في نهائي كأس ولي العهد أمام القادسية (1-3)، الذي سيفتقد محمد راشد حتى نهاية الموسم بداعي الإصابة. وكان القادسية، المتوج بلقب كأس الأمير 14 مرة آخرها في الموسم الماضي عندما هزم كاظمة 1-0 في المباراة النهائية، أُعفي من الدور الأول للمسابقة بصفته بطلا للدوري، فبدأ مشواره فيها من الدور ربع النهائي، حيث تغلب على اليرموك (درجة أولى) 5-0 ذهابا و7-0 في العودة. ويبدو العربي، حامل اللقب 15 مرة (رقم قياسي)، كالأسد الجريح بعد تعرضه لخسارة موجعة أمام مضيفه اتحاد العاصمة الجزائري 2-3 في إياب نهائي كأس الاتحاد العربي (0-0 ذهابا في الكويت)، وأجمعت الصحف المحلية على أن "الأخضر" تعرض لظلم تحكيمي كبير حرمه اللقب. ولا شك في أن الجهاز الفني، بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه روماو، سيلعب على العامل النفسي من خلال تحفيز اللاعبين المحبطين على التعويض، خاصة أن كأس الأمير تمثل الفرصة الأخيرة أمام "الزعيم" للخروج بلقب واحد على الأقل في الموسم الراهن. وبدأ العربي مشاركته في كأس الأمير من الدور الأول، فخسر ذهابا أمام الساحل (درجة أولى) 0-1، قبل أن يفوز في العودة 2-1 ويتأهل. وفي ربع النهائي، تغلب على الفحيحيل (درجة أولى) 6-2 و4-0. وستشهد المواجهة بعد غد صراعا داخليا بين السنغالي عبدالقادر فال مدافع العربي، والبرازيلي ميشال سيمبليسيو مهاجم القادسية، على لقب هداف المسابقة، إذ يتساويان في الصدارة حاليا برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما. والتقى الفريقان ثلاث مرات في الموسم الحالي من الدوري، الذي اشتمل على ثلاثة أقسام، فتعادلا 0-0 و2-2، قبل أن يفوز القادسية 2-1. ويخيم الغموض على أجواء المباراة الثانية بين الجهراء وضيفه كاظمة. وأنهى الجهراء الدوري في المركز الخامس برصيد 21 نقطة، متخلفا عن الكويت البطل ب32 نقطة وتفادى الهبوط، غير أن ذلك لا يؤخذ في الحسبان في مباريات الكؤوس التي تبقى مفتوحة على الاحتمالات كافة، وخير دليل على ذلك أن الجهراء نفسه أخرج الكويت من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الأمير بتعادله معه 1-1 و0-0. وفي الدور الأول، تغلب الجهراء، الذي لم يسبق له التتويج باللقب، على السالمية 1-0 وتعادلا 0-0. وطالب البرازيلي جانسينيز دا سيلفا مدرب الجهراء، لاعبيه بضرورة التركيز على مباراتي نصف النهائي، مشيدا بمردودهم في مباراة العودة أمام الكويت، بيد أنه حذرهم من التفريط بالثقة والتفاؤل لدى مواجهة كاظمة. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عقد دا سيلفا، لكن مصادر مقربة من مجلس الإدارة أكدت استمراره للموسم الرابع على التوالي، مع منحه حرية تقرير مصير الثلاثي البرازيلي في الفريق كارلوس فينيسيوس ونينو وإيفاندرو باوليستا. وفي المقابل، تعتبر بطولة الكأس فرصة سانحة أمام كاظمة حامل اللقب سبع مرات لمصالحة جماهيره، بعد أن هبط إلى الدرجة الأولى للمرة الأولى في 43 عاما، إثر حلوله في المركز الثامن الأخير في الدوري وخروجه من الدور ربع النهائي لبطولة الأندية الخليجية. وعانى كاظمة عدم استقرار فني في الموسم الراهن، حيث توالى على تدريبه كل من المونتينيجري ميودراج رادولوفيتش وجمال يعقوب، وأخيرا وليد نصار الذي قال إن إحراز لقب الكأس هو السبيل الوحيد لتعويض خيبة الهبوط، مؤكدا أنها قد تكون دافعا إيجابيا لفريقه لبلوغ المباراة النهائية للموسم الثاني على التوالي. وتمسك كاظمة بالثلاثي المصري في صفوفه، أحمد دويدار وحسام عبدالعال وصلاح عاشور، بعد أن قيل إن الإدارة تنوي التخلي عنه فور نهاية الدوري، وسيفتقد "السفير" فهد الفهد غدا بسبب طرده في المباراة السابقة. وفي الدور الأول، تعادل كاظمة مع النصر 1-1 ثم فاز عليه 1-0، وفي ربع النهائي تغلب على الصليبخات 1-0 و3-1. والتقى كاظمة الجهراء في الدوري ثلاث مرات خلال الموسم الحالي، فاز الأول 4-1 في معقل الثاني، و2-0 على أرضه، قبل أن يثأر الجهراء ويفوز 1-0 على أرض محايدة.