أعلنت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، أمام الأممالمتحدة، أن الطريقة التي تعالج بها ليبيا ملفات أقارب القذافي قد تكون مرحلة هامة في تاريخ القضاء. وقالت بنسودا، أمام مجلس الأمن الدولي، إن مكتبها ما زال يحقق في الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في عهد الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، والأسابيع التي تلت سقوطه، لكن المحكمة الجنائية الدولية وليبيا تتنازعان على الحق في محاكمة المتهمين. وأضافت أن معالجة ليبيا ملفات أفراد عائلة القذافي وأكبر مساعديه، قد تصبح لحظة رمزية تضاهي نورمبيرج في تاريخ القضاء الدولي، ونورمبيرج هي المدينة التي حوكم فيها رموز نظام هتلر النازي. وتصر ليبيا على أن تحاكم بنفسها نجل القذافي سيف الإسلام، وكذلك مدير مخابراته السابق عبد الله السنوسي، المعتقلان في ليبيا والملاحقان من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويرى دبلوماسيون أن مكتب المدعية الدولية ليس متأكدا من أن ليبيا تتمتع بالقدرة والإرادة على محاكمتهم، مع أن فاتو بنسودا لم تبد شخصيا اعتراضا أمام مجلس الأمن الدولي. وأوضحت أن ما سيجري مع المتهمين الليبيين سيكون صفحة في كتب تاريخ القضاء الدولي وليس مهما أين ستجري التحقيقات والمحاكمات. وأضافت بنسودا: "يجب أن تكون مثالا ناصعا لما يمكن تحقيقه عندما يبذل الإنسان جهودا من أجل البحث عن العدالة وهذه المحاكمات يمكن أن تكون نورمبيرج ليبيا، ومثالا تقتدي به الأجيال القادمة". ويتوقع أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية قريبا قرارا في هذا الملف يشكل سابقة ويتحول في المستقبل إلى قانون. وقالت بنسودا إن هذا القرار سيحدد المعايير للسنوات القادمة حول الطريقة التي يجب أن تتواصل بها المحكمة مع الدول. وسعيا إلى محاكمة متهميها بنفسها، يتعين على ليبيا أن تثبت لقضاة المحكمة الجنائية الدولية أنها تحقق في القضايا نفسها بالتهم نفسها، لكن مكتب بنسودا أعلن أن ليبيا لم تستكمل بعد هذا الالتزام. وقالت بنسودا إن باتخاذها إجراءات عادلة وشفافة بحق كافة المتهمين والاستمرار في احترام الإجراءات المحددة من المحكمة الجنائية الدولية، بإمكان ليبيا أن تصبح مثالا تقتدي به الدول الأخرى.