مثل من يمسكون بدفة السلطة بالبلاد الآن، كمثل الطفل المزعج الذى يمسك «بالونة» بكلتا يديه ويقبض عليها بأسنانه وينفخ فيها فتكبر، فيغريه ذلك بأن ينفخ أكثر، ومع كل «نفخة» يظن أنه ما زال يملك زمامها وأن «البالونة» يمكن أن تحتمل المزيد دون قلق من «انفثائها»، وهكذا يظل ينفخ حتى تأتى لحظة لا تستطيع «المسكينة» احتمال المزيد من الضغط فتنفجر فى وجهه لينخرط فى حالة من الرعب الساذج!. سوف أسلم بأن أصحاب السلطة استطاعوا من جديد القبض على زمام الشعب، وأن بر مصر قد دان كاملاً للفلول، وعاد كل شىء إلى ما كان عليه قبل ثورة 25 يناير: طيار فى قصر الرئاسة، يحيط به مجموعة من السلابين النهابين، ورجعت الشرطة إلى سابق عهدها فى تبليع المواطن الذى تغضب عليه «لفافة بانجو» لزوم «تكييف» قضية قتله، وألقى بالثوار فى غيابات الجب «يعنى البير»، وعاد «غيلان» و«أراجوزات» و«لصوص» الحزب الوطنى إلى مقاعد الشعب والشورى، والمواطن إلى سابق عهده فى السير جنب الحيط أو داخل الحيطان. هب أن الناس أصبحت تعبد «عجل» النظام الذى استطاع البقاء رغم الثورة التى قامت. هل معنى ذلك أن المسألة انتهت، و«رجع أبوك عند أخوك وخلصنا؟». ذلك عشم إبليس فى جنان الخلد!. لقد شعر الكثيرون -بعد أن قامت الثورة- أن ما حدث هو معجزة إلهية بكل المقاييس. فمن كان يصدق أن الملايين من أبناء الشعب -الذى دأب على ابتلاع ظلم السلطة له- سوف يخرجون ثائرين وضاربين بكلام الملايين الأكثر التى أدمنت وضع «الحذاء» فى فمها عرض الحائط؟. إذا كان المصريون قد احتاجوا معجزة حتى يثوروا، فمن المؤكد أن النظام القديم يحتاج معجزة أكبر كى يحقق حلمه فى الاستمرار فى ركوب السلطة، إنه ضرب من ضروب المستحيل. سوف تنفجر البالونة التى لم تعد تحتمل مزيداً من الضغط. وأكبر ضمانة على ذلك هو الطفل المزعج الذى ينفخ فيها بلا هوادة ولا حساب، ومهما نصبت السلطة «النافخة» من كمائن فلن تستطيع أن تحصن نفسها. لقد نصب الممسكون والمتمسكون بزمام الحكم كميناً للثورة ظل يعمل فى «الخفا» عدة شهور، ثم بدأ يعمل فى العلن منذ أن تم فتح بوابة الانتخابات الرئاسية، ثم أصبح يعمل «وش» بعد صدور قرار منح المخابرات الحربية والشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية وانتشرت الكمائن فى الشوراع والميادين للتأكد من هوية المواطنين، طبعاً كلنا مصريون، لكن الكمين لا بد أن يتأكد من فصيلتك وهل أنت من الفصيلة «الدجاجية» أم مواطن «بالونة»، إذا كنت «دجاجة» عدّى، وإذا كنت «بالونة» هدّى كى تعطى للكمين فرصة «ينفخك» لغاية ما تفرقع!.